صحب أبا سعيد بن أبي الخير مدة، و سافر الكثير، و حج مرات حتى انقطعت طريق الحج، و كان يجمع جماعة من الفقراء و يخرج معهم و يدور في قبائل العرب فينتقل من حلة إلى حلة، و قدم مرة من البادية فنزل عند صاحبه أبي بكر/ الطّريثيثي، 113/ ب و كانت بينهما صداقة [3] و كانت له زاوية صغيرة فقال له: يا أبا بكر، لو بنيت للأصحاب موضعا أوسع من هذا و أرفع بابا. فقال له: إذا بنيت رباطا للصوفية فاجعل له بابا يدخل فيه جمل براكبه. فذهب أبو سعد إلى نيسابور فباع جميع أملاكه، و جاء إلى بغداد، و كتب إلى القائم بأمر اللَّه يلتمس منه خربة يبني فيها رباطا، و كانت له خدمة في زمن البساسيري، فأذن له، و أمر بعرض المواضع عليه، فبنى الرباط و جمع الأصحاب، و أحضر أبا بكر الطريثيثي، و أركب رجلا جملا فدخل راكبا من الباب، فقال: يا أبا بكر، قد امتثلت ما رسمت. ثم جاء الغرق في سنة ست و ستين فهدم الرباط، فأعاده أجود مما كان، و كان قبل بناء الرباط ينزل في رباط عتاب، فخرج يوما فرأى الخبز النقي، فقال في نفسه: إن الصوفية لا يرون مثل هذا، فإن قدر لي بناء رباط شرطت في سجله أن لا يقدم بين يدي الصوفية خشكار فهم الآن على ذلك.
و توفي ليلة الجمعة و دفن من يومه تاسع ربيع الآخر من هذه السنة، و دفن في مقبرة باب أبرز، و قد نيف على السبعين، و أوصى أن يستخلف ابنه، فاستخلف و كان له اثنتا عشرة سنة.
3534- أحمد بن المحسن بن محمد بن علي بن العباس بن أحمد بن العطار الوكيل، أبو الحسن بن أبي يعلى بن أبي بكر بن الحسن