نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 16 صفحه : 224
فقتلها، و أخذ ما معها من الحلي و الدنانير، و رمى بها، فسمع الشهود إقراره بذلك فحبس، و حضرت ابنة المرأة و طالبت بقتله فقتل في يوم السبت سادس رمضان بالحلبة، و دفن هناك.
[تكامل عمارة جامع القصر]
و في شوال: تكاملت عمارة جامع القصر المتصل بدار الخلافة، و بنى ما كان فيه خرابا، و أوسع و عمل له منبر جديد، و قد كان فخر الدولة عمل فيه سقاية، و أجرى فيها الماء من داره في قنى تحت الأرض، و جعل لها فوارات، فانتفع الناس بذلك منفعة عظيمة.
و في يوم الجمعة لخمس بقين من شوال: عبر قاص من الأشعرية يقال له:
البكري إلى جامع المنصور و معه الفضولي الشحنة و الأتراك و العجم بالسلاح فوعظ، و كان هذا البكري فيه حدة و طيش، و كان النظام قد أنفذ ابن القشيري فتلقاه الحنابلة بالسب، و كان له عرض فائق من هذا فأخذه النظام إليه، و بعث إليهم هذا الرجل، و كان ممن لا خلاق له، فأخذ يسب الحنابلة و يستخف بهم، و كان معه كتاب من النظام يتضمن الإذن له في الجلوس في المدرسة [1]، و التكلم بمذهب الأشعرية، فجلس في الأماكن كلها، و قال: لا بد من جامع المنصور. فقيل لنقيب النقباء، فقال: لا طاقة لي بأهل باب البصرة فقيل: لا بد من مداراة هذا الأمر. فقال: ابعثوا إلى أصحاب الشحنة، فأقام على كل باب من أبواب الجامع تركيّا، و نادى من باب البصرة و تلك الأصقاع دعوا لنا اليوم الجامع، فمنعهم من الحضور، و حضر الفضولي الشحنة و الأتراك و العجم بالسلاح، و صعد المنبر و قال: وَ ما كَفَرَ سُلَيْمانُ وَ لكِنَّ الشَّياطِينَ كَفَرُوا[2] ما كفر 109/ أ أحمد بن/ حنبل، و إنما أصحابه، و فجاء الأجر فأخذ النقيب قوام الجامع، و قال: هذا من أين؟ فقالوا: إن قوما من الهاشميين تبطنوا السقف و فعلوا هذا.
و كان الحنابلة يكتبون إليه العجائب فيستخف بهم في جوابها، و اتفق أنه عبر إلى قاضي القضاة أبي عبد اللَّه في يوم الأحد ثالث عشر شوال فاجتاز في نهر القلائين، فجرى بين أصحابه و أصحاب أبي الحسين بن الفراء سباب و خصام، فعاد إلى العميد و أعلمه