نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 16 صفحه : 22
الحرمين أحسن تفقد، و كان من أصحاب أبي حنيفة، و كان أبو يوسف القزويني يحكي سيرته و نفاق أهل العلم عليه، و قال انه التقاني يوما و قد توجه إلى ديوانه، فلما رآني وقف و وقف الناس لأجله، و قال لي: إلى أين؟ فقلت: قصدتك لحوائج كلفني أقوام قضاءها. فقال: لا أبرح من مكاني حتى تذكرها. فجعلت أذكر له حاجة حاجة و هو يقول: نعم و كرامة، حتى قال في الحاجة الأخيرة: السمع و الطاعة، ثم انفرد أمير كان 12/ أ معه بعد انصرافه/ فقال له: أي شيء أنت؟ فقلت: أنا لا شيء. فقال: لا شيء؟ يقول له الوزير السمع و الطاعة. فقال: أنا من أهل العلم. فقال: استكثر مما معك، فإنه إذا كان في شخص أطاعته الملوك.
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
3344- أحمد بن عبد اللَّه بن سليمان، أبو العلاء التنوخي المعري
ولد يوم الجمعة عند غروب الشمس لثلاث بقين من ربيع الأول سنة ثلاث و ستين و ثلاثمائة، و أصابه الجدري في سنة سبع أو أواخر سنة ست، فغشى حدقتيه ببياض فعمي، فقال الشعر و هو ابن إحدى عشرة سنة، و له أشعار كثيرة، و سمع اللغة، و أملى فيها كتبا، و له بها معرفة تامة، و دخل بغداد سنة تسع و تسعين و ثلاثمائة، و أقام بها سنة و سبعة أشهر، ثم عاد إلى وطنه، فلزم منزله، و سمى نفسه: رهين المحبسين لذلك و لذهاب بصره [2]، و بقي خمسا و أربعين سنة لا يأكل اللحم و لا البيض و لا اللبن، و يحرم إيلام الحيوان، و يقتصر على ما تنبت الأرض، و يلبس خشن الثياب، و يظهر دوام الصوم، و لقيه رجل فقال له [3]: لم لا تأكل اللحم؟ فقال: [أرحم الحيوان. قال:
[1] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 4/ 240. و البداية و النهاية 12/ 72. و شذرات الذهب 3/ 280.
و وفيات الأعيان 1/ 113- 116. و معجم الأدباء 1/ 181 و تاريخ ابن الوردي 1/ 357. و إعلام النبلاء 4/ 77، 180، 378. و لسان الميزان 1/ 203. و إنباه الرواة 1/ 46. و تتمة اليتيمة 9. و الأعلام 1/ 157. و الكامل 8/ 339).