ولد في سنة ست و تسعين و ثلاثمائة، و قرأ القرآن على أبي الحسن الحمامي و غيره، و سمع الحديث من ابني بشران، و هلال الحفار، و أبي الفتح بن أبي الفوارس، و ابن رزقويه في خلق كثير، و تفقه على القاضي أبي يعلى بن الفراء، و صنّف في كل فن، فحكي عنه أنه قال: صنّفت خمسين و مائة مصنف، و كان له حلقة بجامع القصر حيال المقصورة يفتي فيها و يقرئ الحديث، و حلقة بجامع المنصور، حدثنا عنه جماعة من مشايخنا، و توفي ليلة السبت خامس رجب هذه السنة، و أمّ الناس في الصلاة عليه أبو محمد التميمي، و دفن في مقبرة باب حرب.
و قد حكى أبو سعد السمعاني قال: سمعت أبا القاسم بن السمرقندي يقول: كان واحد من أصحاب الحديث اسمه الحسن بن أحمد بن عبد اللَّه النيسابورىّ، و كان سمع الكثير، و كان ابن البناء يكشط من التسميع بوري و يمد السين، و قد صار الحسن بن أحمد بن عبد اللَّه البناء، قال: كذا قيل انه يفعل هذا.
قال المصنّف: و هذا القول [2] بعيد الصحة لثلاثة أوجه: أحدها: أنه قال «كذا [3] قيل» و لم يحك عن علمه بذلك، فلا يثبت هذا. و الثاني: أن الرجل مكثر لا
[1] انظر ترجمته في: (شذرات الذهب 3/ 338، 339. و النجوم الزاهرة 5/ 107. و طبقات الحنابلة 397. و الأعلام 2/ 180. الذيل على طبقات 1/ 41. و الكامل 8/ 419. و تاريخ نيسابور ت 502)