responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 16  صفحه : 199

فأخذ سعد الدولة التوقيع و انصرف، و أقام الوزير في داره، و جعل ولديه أبا القاسم و أبا البركات ينظران في الأعمال، و أما الوزير عميد الدولة فإنه لما وصل إلى العسكر وجد من النظام التغير الشديد، فأعياه أن يطيبه، و ندب نقيب النقباء للخروج إلى أصبهان و الخطاب على اعتبار ما [1] قصد له الوزير عميد الدولة ليعود إلى مراعاة أمر الديوان، فإنه قد وقع الاستضرار ببعده، و ليشرح ما جرى من سعد الدولة. فخرج في ليلة الأحد الحادي و العشرين من صفر، فأنفذ سعد الدولة من النهروان، و جرت في ذلك أمور حتى تمكن من السير، ثم ورد صاحب الوزير بكتابين من السلطان و النظام إلى سعد الدولة أنه انتهى إلينا أنك تعرضت بنواحي الديوان العزيز و الوزير فخر الدولة، فأخذت منهما ما يجب/ أن تعيده، فلا تتعرض بما لم تؤمر به. 99/ أ و أحضر سعد الدولة إلى باب الفردوس من غد، و سلمت الكتب إليه، و عوتب على ما كان منه من فظيع الفعل و قبيح القول، فقال: اللَّه يعلم أن الّذي أمرت به أضعاف ما فعلته، و أنا ماض إلى هناك، فإنني قد استدعيت سأوافق على ذلك بمشهد من عميد الدولة. ثم إن الوزير عميد الدولة تلطف بصبره و بوصله إلى أن استسل ما في نفس نظام الملك و استعاده إلى المألوف منه، فأنفذ فرسين بعدتهما و عشرين قطعة ثيابا للوزير فخر الدولة إظهارا لرجوع المودة إلى حالها المعهود، و قضى له كل حاجة، و زوّجه بابنته، و قدم الوزير إلى بغداد و قد تغيّر قلب الخليفة له لأفعال الفقهاء الأعداء، و كتب إليه: قد أعدتك إلى والديك، و لا مراجعة لك بعد هذا إلى خدمتنا. فانكفأ مصاحبا فدخل إلى والده بباب العامة، و أغلق الديوان، و سمّرت أبوابه التي تلي باب العامة.

[فتح الديوان و ترتيب الخليفة فيه الوزير أبا شجاع محمد بن الحسين‌]

و في يوم السبت سلخ جمادى الآخرة: فتح الديوان، و رتب الخليفة فيه الوزير أبا شجاع محمد بن الحسين [2] نائبا فيه فجلس بغير مخدة.

و في يوم الثلاثاء السادس عشر من ذي القعدة: وقع الرضا عن الوزير عميد الدولة، و التعويل عليه في الخدمة، و ورد غلام تركي من غلمان النظام إلى الخليفة يشير


[1] «اعتبار ما» سقطت من ت، ص.

[2] في الأصل: «بن الحسن».

نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 16  صفحه : 199
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست