نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 16 صفحه : 183
/ ثم قام القشيري و كان أقلّهم للشريف أبي جعفر لجروانه معه، فقال الشريف: 91/ ب من هذا؟ فقيل: أبو نصر القشيري. فقال: لو جاز أن يشكر أحد على بدعته لكان هذا الشاب، لأنه بادهنا بما في نفسه، و لم ينافقنا كما فعل هذان، ثم التفت إلى الوزير و قال: أي صلح بيننا، إنما يكون الصلح بين مختصمين على ولاية أو دنيا، أو قسمة ميراث، أو تنازع في ملك، فأما هؤلاء القوم فهم يزعمون أننا كفار، و نحن نزعم أن من لا يعتقد ما نعتقده كافر، فأي صلح بيننا و هذا الإمام مفزع المسلمين، و قد كان جده القائم و الفادر أخرجا اعتقادهما للناس، و قرئ عليهم في دواوينهم، و حمله عنهما الخراسانيون و الحجيج إلى أطراف الأرض، و نحن على اعتقادهما.
و أنهى الوزير ما جرى، فخرج في الجواب: عرفنا ما أنهيته في حضور ابن العم [1]، كثر اللَّه في الأولياء مثله، و حضور من حضر من أهل العلم، و الحمد للَّه الّذي جمع الكلمة، و ضم الألفة، فليؤذن الجماعة في الانصراف، و ليقل لابن أبي موسى انه قد أفرد له موضع قريب من الخدمة ليراجع في كثير من الأمور الدينية، و ليتبرك بمكانه.
فلما سمع الشريف هذا قال: فعلتموها، فحمل إلى موضع أفرد له و كان الناس يدخلون عليه مديدة ثم قيل له: قد كثر استطراق الناس دار الخلافة فاقتصر على من يعين دخوله. فقال: ما لي غرض في دخول أحد عليّ. فامتنع الناس، ثم مرض الشريف مرضا أثر في رجليه فانتفختا، فيقال: ان بعض المتفقهة من الأعداء نزل له في/ مداسه 92/ ب سما، و اللَّه أعلم.
[كثرة العلل و الأمراض ببغداد، و واسط]
و في ذي القعدة: كثرت العلل و الأمراض ببغداد، و واسط، و السواد، و كثر الموت
[1] العبارة في جميع الأصول مضطربة و بها سقط، ففي الأصل جاءت العبارة هكذا:
«و أنهى الوزير ما جرى، فخرج في الجواب عرف ما جرى في حضور ما أنهيته من حضور ابن العم».
و في النسخة ت: «و أنهى الوزير ما جرى، فخرج من الجواب عرف ما أنهيته في حضور ابن العم».
و قد حدث سقط بعد كلمة: «في الجواب» لأن العبارة التي بعدها هي ردّ الخليفة على الوزير بعد ما أرسل إليه يعلمه بما جرى، و هذا كما يفهم من عبارة ابن كثير 12/ 115: «فأرسل الوزير إلى الخليفة يعلمه بما جرى، فجاء الجواب يشكر الجماعة ...» و اللَّه أعلم.
نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 16 صفحه : 183