نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 16 صفحه : 144
بإجماع فقهاء عصره، و أصابوا في ذلك، و أخطأ هو، و مع ذلك فإنّي استغفر اللَّه تعالى [1] و أتوب إليه من مخالطة المبتدعة و المعتزلة و غيرهم، و مكاثرتهم، و الترحم عليهم، و التعظيم لهم، فإن ذلك كله حرام، و لا يحل لمسلم فعله،
لقول النبي صلى اللَّه عليه و سلم: «من عظم صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام»،
و قد كان الشريف أبو جعفر و من معه من 71/ ب الشيوخ و الأتباع ساداتي و إخواني- حرسهم اللَّه- مصيبين/ في الإنكار علي لما شاهدوه بخطّي في الكتب التي أبرأ إلى اللَّه تعالى منها، و أتحقق أني كتبت مخطئا و غير مصيب، و متى حفظ عليّ ما ينافي هذا الخط و هذا الإقرار فلإمام المسلمين مكافأتي على ذلك بما يوجبه الشرع من ردع و نكال و إبعاد و غير ذلك فأشهدت اللَّه تعالى و ملائكته و أولي العلم على ذلك [2] غير مجبر و لا مكره، و باطني و ظاهري يعلم اللَّه تعالى في ذلك سواء. قال اللَّه تعالى: وَ مَنْ عادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَ اللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقامٍ[3] و كتب يوم الأربعاء عاشر محرم سنة خمس و ستين و أربعمائة. و شهد عليه بذلك جماعة كثيرة من الشهود.
[وقوع الإرجاف بقتل السلطان ألب أرسلان محمد بن داود]
و في ربيع الأول [4] وقع الإرجاف بقتل السلطان ألب أرسلان محمد بن داود، فنودي من دار الخلافة في الحريم بالتوعد لمن يتفوه بذاك، ثم تزايدت الكتب من الأهواز، و الري بصحته، و كان السلطان قد غزا في أول هذه السنة جيحون على جسر مده، و كان معه زيادة على مائتي ألف فارس، و عبر [عسكره النهر في صفر و أتاه] [5] أصحابه بمستحفظ قلعة يعرف بيوسف الخوارزمي في سادس ربيع الأول، فحضر إليه بيد غلامين [6]، كل واحد قد أمسك يده، فلما وصل شتمه السلطان و واقفه على أفعال قبيحة كانت منه، و تقدم بأن يضرب له أربعة أوتاد، و تشد أطرافه إليها، فقال له يوسف:
[1] في الأصل: «و أخطأ هو و أنا استغفر اللَّه تعالى».
[2] «فأشهدت اللَّه تعالى و ملائكته و أولي العلم على ذلك» سقطت من ص. و كلمة «و ملائكته» سقطت من ت.