نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 16 صفحه : 132
قال المصنف رحمه اللَّه: هذه الأبيات نقلتها من خط أبي بكر قالها لنفسه، و له أشعار كثيرة، و كان أبو بكر الخطيب قديما على مذهب أحمد بن حنبل، فمال عليه أصحابنا لما رأوا من ميله إلى المبتدعة و آذوه، فانتقل إلى مذهب الشافعيّ رضي اللَّه عنه [1] و تعصب في تصانيفه عليهم فرمز إلى ذمهم، و صرّح بقدر ما أمكنه، فقال في ترجمة أحمد بن [حنبل] [2] سيد المحدثين، و في ترجمة الشافعيّ: تاج الفقهاء، فلم يذكر أحمد بالفقه.
و حكى في ترجمة حسين الكرابيسي أنه قال عن أحمد: أيش نعمل بهذا الصبي إن قلنا لفظنا بالقرآن مخلوق، قال: بدعة و إن قلنا غير مخلوق، قال: بدعة، ثم التفت إلى أصحاب أحمد فقدح فيهم بما أمكن.
و له دسائس في ذمهم عجيبة [3] من ذلك: أنه ذكر مهنأ بن يحيى و كان من كبار أصحاب أحمد، و ذكر عن الدار الدّارقطنيّ أنه قال: مهنأ ثقة نبيل، و حكى بعد ذلك عن 66/ أ أبي/ الفتح الأزدي أنه قال: مهنأ منكر الحديث، و هو يعلم أن الأزدي مطعون فيه عند الكل.
قال الخطيب: حدثني أبو النجيب عبد الغفار بن عبد الواحد الأرموي قال: رأيت أهل الموصل يهينون أبا الفتح الأزدي و لا يعدونه شيئا.
قال الخطيب: حدثني محمد بن صدقة الموصلي: أن أبا الفتح قدم بغداد على ابن بويه، فوضع له حديثا: أن جبريل (عليه السلام) كان ينزل على النبي صلى اللَّه عليه و سلم في صورنا، فأعطاه دراهم أ فلا يستحي الخطيب أن يقابل قول الدار الدّارقطنيّ في مهنأ بقول هذا، ثم لا يتكلم عليه هذا ينبئ عن عصبية و قلة دين.
قال الخطيب على أبي الحسن التميمي بقول أبي القاسم عبد الواحد بن علي الأسدي و هو ابن برهان، و كان الأسدي معتزليا، و قد انتصرت للتميمي من الخطيب في