نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 16 صفحه : 111
ثم دخلت سنة احدى و ستين و اربعمائة
فمن الحوادث فيها:
أن الرغبات في الوزارة زادت، فطلبها من لا يصلح، و استقر أمر ابن عبد الرحيم، فكتب العوام الرقاع و ألصقوها/ في الجامع باللعن لمن يسعى في هذا، لأن ابن 56/ ب عبد الرحيم كان مع البساسيري نهب الحرم، و قالت خاتون للخليفة: هذا الرجل من جملة من نهبني، و كان ابن جهير يواصل السؤال في العفو عن نفسه، و تكلمت القهرمانة في حقه، و بذل عنه خمسة عشر ألف دينار، فوقعت الإجابة، و أعفي من المال، و بعث حاجب الباب أبو عبد اللَّه المردوسي و معه خادمان لاستدعائه، فأقبل إلى بغداد في يوم الأربعاء ثاني عشر صفر، و فرح الناس بمجيئه حتى صام بعضهم و تصدق آخرون [1]، و صعد الخليفة إلى المنظرة التي على الحلبة لمشاهدته، فلما نزل إلى هناك نزل تحتها و قبّل الأرض و دعا، ثم ركب و العوام حوله، فلما وصل إلى باب النوبي نزل فقبّل العتبة، ثم دخل إلى الديوان، و انتهى حضوره فخرج في التوقيع: وقف على ما أنهيته و حصولك و استقرارك بمقر عز خدمتك من الديوان، مشمولا بعز خدمتك [2] الخدمة الشريفة، قد أكمل اللَّه لك بيمن بركتها [3] كل بغية، و أعادك إلى أفضل ما عهدته، و ليس فيما جرى بقادح في موضعك فأكثر حمد اللَّه على ما أولاك، ثم جمع الناس إلى بيت النوبة في يوم