قرأ القرآن، و سمع الكثير من الحديث، و كان فقيها على مذهب مالك من المعدلين، و كان شيخ الشهود و مقدمهم [5] و كان كريما مفضلا على أهل العلم، خرج له الدار الدّارقطنيّ خمسمائة جزء، و عليه قرأ الرضي القرآن، فقال له يوما: أيها الشريف أين مقامك؟ فقال: في دار أبي بباب محول [6]، فقال [له] [7] مثلك لا يقيم بدار أبيه، و نحلة الدار التي بالبركة في الكرخ، فامتنع الرضي، و قال: لم أقبل من غير أبي [قط] [8] شيئا، فقال له: حقي عليك أعظم لأني حفظتك كتاب اللَّه فقبلها.
أخبرنا القزاز، أخبرنا أبو بكر بن ثابت، قال: حدثني علي بن أبي علي المعدل، قال: قصد أبو الحسين بن سمعون أبا إسحاق إبراهيم بن أحمد الطبري ليهنئه بقدومه من البصرة، فجلس في الموضع الّذي جرت عادة أبي إسحاق بالجلوس فيه لصلاة الجمعة من جامع المدينة، و لم يكن وافى، فلما جاء و التقيا قام إليه و سلم عليه، و قال له بعد أن جلسا:
الصبر إلا عنك محمود * * * و العيش إلا بك منكود
و يوم تأتي سالما غانما * * * يوم على الأخوان مسعود/