و تنوخ الذين ينسب إليهم اسم لعدة قبائل اجتمعوا قديما بالبحرين و تحالفوا على التوازر و التناصر و أقاموا هناك فسموا تنوخا ولد بالبصرة في شعبان سنة خمس و ستين و ثلاثمائة و أول سماعه في شعبان سنة سبعين و قبلت شهادته عند الحكام في حداثته و كان محتاطا صدوقا إلا أنه كان معتزليا و يميل إلى الرفض و تقلد قضاء نواحي عدة منها المدائن و أعمالها و درزيجان و البردان و قرميسين و توفي في محرم هذه السنة و دفن في داره بدرب التل.
أخبرنا أبو منصور أخبرنا أبو بكر بن ثابت الخطيب قال سمعت ستيتة من أبي القاسم عمر بن محمد بن سنبك كتبت عنها و كانت صادقة فاضلة تنزل الجانب الشرقي في حريم دار الخلافة و ماتت في رجب من سنة سبع و أربعين و أربعمائة.
تم الجزء الخامس عشر بحمد اللَّه و عونه و حسن توفيقه. و كان الفراغ منه في يوم الإثنين المبارك سلخ ربيع الآخر سنة خمس و ثمانمائة. أحسن اللَّه نقضها في عافية بمنه و كرمه و صلى اللَّه على سيدنا محمد و آله و صحبه و سلم تسليما كثيرا، و حسبنا اللَّه و نعم الوكيل.
غفر اللَّه لمن استكتب و كتب، و نظر و دعاء لكل بالمغفرة و لجميع المسلمين، يتلوه في الّذي يليه: «ثم دخلت سنة ثمان و أربعين و أربعمائة». و الحمد للَّه رب العالمين.