نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 15 صفحه : 350
و في ذي القعدة: توفي ذخيرة الدين أبو العباس محمد بن القائم و كان قد نشأ نشوءا حسنا فعظمت الرزية و جلس رئيس الرؤساء للعزاء به في [رواق] [1] صحن دار السلام و حضر الناس و قد أمروا بتخريق ثيابهم و تشويش عمائمهم و التحفي فلما صار وقت العتمة قطع الرواق بسرادق من دونه سبنية و جعل وراءها التابوت و خرج الخليفة فصلى عليه و الناس من بعد [السرادق] [2] و كبر أربعا و دخل رئيس الرؤساء و عميد الملك [إلى] [3] السبنية و عزيا الخليفة و خرجا و قطع ضرب الطبل أيام التعزية من دار الخلافة و من الخيم السلطانية و لما كان يوم الأحد رابع الجلوس حضر عميد الملك/ في جماعة و أدى عن السلطان رسالة تتضمن الدعاء و السؤال بالتقدم بالنهوض من مجلس التعزية و طلب السلطان مالا من الخليفة فبذل بعض الولاة تصحيح المطلوب على ان يطلق يده في الحريم و يبسط في التناول. فقال الخليفة، ما زال هذا الحريم مصونا و قد جرى فيه ما رأينا مكافاته في ولدنا فما نشك إن دعوه فسمعت و الرعية سألت فأجيبت فعاودوه في ذلك الى ان تقدم بالرفق فيما يفعل.
و في هذه السنة: استولى ابو كامل علي بن محمد الصليحي الهمذاني على أكثر اعمال اليمن و اعتزى الى صاحب مصر و قوي على الّذي كان يخطب في هذه الأعمال [للقائم] [4].
و في هذه السنة [5]: قبض الملك الرحيم بواسط على الوزير شرف الأمة أبي عبد اللَّه بن عبد الرحيم و قيل طرح في بئر.
و كثر فساد الغز و نهبهم فثار العوام و قتلوا عددا من الغز و كثر النهب حتى بلغ الثور خمسة قراريط الى عشرة و الحمار قيراطين الى خمسة.
و كان ابو دلف فولاذ [بن خسرو] [6] بن كندي بن حرة قد ملك شيراز و جمع اليه