نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 15 صفحه : 226
يمكن لأن السلطان المعظم الخليفة، و كذلك مالك الأمم، فعدلوا إلى ملك الدولة فقلت: هذا ربما جاز، و أشرت أن يخدم الخليفة بألطاف/ فقالوا: يكون ذلك بعد التلقيب، فقلت: الأولى بأن يقدم، ففعلوا و حملوا معي ألفي دينار سابورية، و ثلاثين ألف درهم نقرة، و عشرة أثواب خزا سوسيا، و مائة ثوب ديباجيا مرتفعة، و مائة أخرى دونها، و عشرين منا عودا. و عشرة أمناء كافورا، و ألف مثقال عنبر، و ألف مثقال مسكا، و ثلاث مائة صحن صيني، و وقع بأقطاع وكيل الخدمة خمسة آلاف دينار مغربية من معاملات البصرة، و أن يسلم إليه ثلاثة آلاف قوصرة كل سنة، و يجاز بغير مئونة و لا ضريبة، و أفرد عميد الرؤساء أبو طالب ابن طالب بن أيوب بخمسمائة دينار و عشرة آلاف درهم، و عشرة أثواب ديباجا وعدنا إلى بغداد، فرسم لي الخروج إلى جلال الدولة و اعلامه الحال، فخرجت و تلطفت في إجراء حديث اللقب، و ما سأله الملك فثقل عليه ذلك ثقلا اقتضاء وقوف الأمر فيه.
و في ربيع الآخر و كان في أذار: جمد الماء جمودا ثخينا حتى في حافات دجلة، و هبت ريح رمت رملا أحمر، و قام الثلج ما جمع و دق و استمر تأخر الأمطار، و أجدبت الأرض و تلفت و هلك المواشي و تلف جمهور الثمار.
و قوي أمر العيارين، و كبس رئيسهم البرجمي خانا، فأخذ جميع ما فيه، فقوتل فقتل جماعة، و كان يأخذ كل مصعد و منحدر، و كبس دارا بسوق يحيى، و أخذ ما فيها و أحرقها هذا و العسكر ببغداد.
و في هذا الشهر [1]: اجتمع الجند و منعوا من الخطبة للخليفة لأجل رسول البيعة، فلم تصل الجمعة، فتلطف الأمر حتى أقيمت الخطبة في الجمعة الثانية [على العادة] [2].
[حلف الملك للخليفة يمينا حضرها المرتضى و قاضي القضاة]
و في هذا الشهر [3]: حلف الملك للخليفة يمينا حضرها المرتضى و قاضي القضاة ابن ماكولا و غيرهما، و ركب الوزير/ أبو القاسم من غد إلى دار الخلافة، فحضر عنده