تفقه على أبي القاسم الداركي، و كان فهما فاضلا و درس بعد أبي حامد في مسجده، و هو مسجد عبد اللَّه بن المبارك بقطيعة الربيع، و كان يقرأ عليه فقيه من أهل بلخ، فتأخرت نفقته فأضرّ به ذلك، فشكا حاله إلى الكشفلي، فأخذه و دخل على رجل من التجار بالقطيعة يقال له ابن برويه [3] و سأله ابن يقرضه شيئا حتى تأتي نفقته من بلده، فأمر بتقديم الطعام، فلما أكلوا تقدم إلى جارية فأحضرت زنفيلجة [4] فوزن منها عشرين دينارا [5]، و دفعها إليه و خرج الكشفلي و هو يشكره، و رأى الفقيه قد تغير فسأله عن حاله، فأخبره أنه قد هوي الجارية التي حملت الزنفيلجة، فعاد الكشفلي إلى ابن برويه، فقال له: قد وقعنا في قصة أخرى، قال: ما هي؟ فأخبره بحال الفقيه مع الجارية فسلمها إليه و قال: ربما كان في قلبها منه مثل ما في قلبه لها، و وصل الفقيه من أبيه ستمائة دينار.
توفي الكشفلي في ربيع الآخر من هذه السنة، و دفن بمقابر باب حرب.
3117- الحسين [6] بن الحسن بن محمد بن القاسم، أبو عبد اللَّه المخزومي الغضائري