responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 15  صفحه : 154

أخبرنا شيخنا محمد بن ناصر الحافظ، قال: أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون النرسي، أنبأنا أبو عبد اللَّه محمد بن علي بن عبد الرحمن العلويّ، قال: في سنة ثلاث عشرة و أربعمائة كسر الحجر الأسود/ لما صليت الجمعة يوم النفر الأول، و لم يكن رجع الناس بعد من منى، قام رجل ممن ورد من ناحية مصر بإحدى يديه سيف مسلول، و بالأخرى دبوس بعد ما قضى الإمام الصلاة، فقصد ذلك الرجل ليستلمه [1] على الرسم، فضرب وجه الحجر ثلاث ضربات متوالية بالدبوس، و قال: إلى متى يعبد الحجر و لا محمد و لا علي يمنعني عما أفعله، فإنّي أهدم هذا البيت و ارفعه فاتقاه أكثر الحاضرين و تراجعوا عنه، و كاد يفلت، و كان رجلا تام القامة، أحمر اللون، أشقر الشعر، سمين الجسم، و كان على باب المسجد عشرة من الفرسان على أن ينصروه، فاحتسب رجل من أهل اليمن أو من أهل مكة أو من غيرها فوجأه بخنجر، و احتوشه الناس فقتلوه و قطعوه و أحرقوه بالنار، و قتل من اتهم بمصاحبته و معونته على ذلك المنكر جماعة، و أحرقوا بالنار و ثارت الفتنة، و كان الظاهر من القتلى أكثر من عشرين نفسا غير ما اختفى منهم، و ألحوا في ذلك اليوم على المغاربة و المصريين بالنهب و السلب و على غيرهم في طريق منى الى البلد.

و في يوم النفر الثاني اضطرب الناس و ماجوا، و قالوا انه قد آخذ في أصحاب الخبيث لعنه اللَّه أربعة أنفس اعترفوا بأنهم مائة بايعوا على ذلك، و ضربت أعناق هؤلاء الأربعة و تقشر بعض وجه الحجر في وسطه من تلك الضربات و تخشن، و زعم بعض الحاج أنه سقط من الحجر ثلاث قطع واحدة فوق أخرى، فكأنه يثقب ثلاث ثقب ما يدخل الأنملة في كل ثقبة، و تساقطت منه شظايا مثل الأظفار، و طارت منه شقوق يمينا و شمالا، و خرج مكسره احمر [2] يضرب إلى الصفرة محببا مثل الخشخاش، فأقام الحجر على ذلك يومين، ثم أن بني شيبة جمعوا ما وجدوه مما سقط منه، و عجنوه بالمسك و اللك [3]، و حشوا تلك المواضع/ و طلوها بطلاء من ذلك، فهو بين لمن تأمله، و هو على حاله اليوم.


[1] في ص: «ذلك الحجر ليستلمه».

[2] في الأصل: «و خرج مكسره أسمر».

[3] «و اللك»: ساقطة من ص.

نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 15  صفحه : 154
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست