أن الفتنة بين الشيعة و السنة تفاقمت، و عمل أهل نهر القلائين بابا على موضعهم، و عمل أهل الكرخ بابا على الدقاقين مما يليهم، و قتل الناس على هذين البابين، و ركب المقدام أبو مقاتل، و كان على/ الشرطة ليدخل [الكرخ] [2] فمنعه أهلها و العيارون الذين فيها، و قاتلوه فأحرق الدكاكين و أطراف نهر الدجاج، و لم يتهيأ له الدخول.
أخبرنا سعد اللَّه بن علي البزاز، أخبرنا أبو بكر الطريثيثي، أخبرنا هبة اللَّه بن الحسن الطبري، قال: و في سنة ثمان و أربعمائة استتاب القادر باللَّه أمير المؤمنين فقهاء [4] المعتزلة الحنفية، فأظهروا الرجوع، و تبرءوا من الاعتزال، ثم نهاهم عن الكلام و التدريس و المناظرة في الاعتزال و الرفض و المقالات المخالفة للإسلام، و أخذ خطوطهم بذلك، و أنهم متى خالفوه حل بهم من النكال و العقوبة ما يتعظ به أمثالهم، و امتثل يمين الدولة و أمين الملة أبو القاسم محمود أمر أمير المؤمنين، و استن بسننه في