ولد سنة تسع و خمسين و ثلاثمائة، و لقبه بهاء الدولة بالرضي ذي الحسبين، و لقب أخاه بالمرتضى ذي المجدين، و كان الرضي نقيب الطالبيين ببغداد، حفظ القرآن في مدة يسيرة بعد أن جاوز ثلاثين سنة، و عرف/ من الفقه و الفرائض طرفا قويا، و كان عالما فاضلا و شاعرا مترسلا عفيفا عالي الهمة متدينا، اشترى في بعض الأيام جزازا من امرأة بخمسة دراهم فوجد فيه جزءا بخط أبي عبد اللَّه [6] بن مقلة، فقال للدلال: أحضر المرأة، فأحضرها، فقال: قد وجدت في الجزاز جزءا بخط ابن مقلة، فإن أردت الجزء فخذيه و إن أردت ثمنه [7]، فهذه خمسة دراهم [8]، فأخذتها و دعت له و انصرفت و كان سخيا جوادا.
أخبرنا إسماعيل بن أحمد عن أبي غالب بن بشران، قال: حدثني الخالع، قال: