نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 14 صفحه : 54
إلى [الجانب] [1] الشرقي، و خاف الناس السيف فهربوا على وجوههم، و كانت [المرأة] [2] العذراء و المخدرة [3] المترفة من ذوات النعم، و الصبية، و الأطفال، و العجائز، و سائر الناس يخرجون على وجوههم يتعادون [4] يريدون الصحراء، و كان ذلك اليوم حارا فلا يطيقون المشي. قال أبو محمد الصلحي: انهزمنا يومئذ مع ناصر الدولة نريد الموصل من بين يدي معز الدولة، و قد عبر من الجانب الغربي إلى الجانب الشرقي، فرأيت ما لا أحصي من أهل بغداد قد تلفوا بالحر و العطش، و نحن نركض هاربين فما شبهته إلا بيوم القيامة. قال: فأخبرني جماعة أنهم شاهدوا امرأة لم ير مثلها في حسن الثياب و الحلي و هي تصيح: أنا [فلانة] [5] ابنة فلان، و معي جوهر و حلي بألف دينار، و رحم اللَّه من أخذه مني و سقاني شربة ماء، فما يلتفت إليها أحد حتى خرّت ميتة، و بقيت متكشفة و الثياب عليها و الحلي و ما يعرض له أحد [6].
و لما استقر معز الدولة ببغداد استحلف المطيع للَّه أنه لا يبغيه سوءا، و لا يمالي عليه [7] عدوا، ثم أزال عنه التوكيل، و أعاده إلى داره، و ورد الخبر بدخول [الأمير] [8] ركن الدولة أبي علي الحسن بن بويه الري و ملك الجبل بأسره.
و في أول رجب: صرف القاضي محمد بن الحسن بن أبي الشوارب عن القضاء بالجانب الغربي من بغداد، و تقلّد أبو الحسن محمد بن صالح ابن أم شيبان مضافا لما [كان] إليه [9] من قضاء الجانب الشرقي.
و في رمضان: وقع بقطربل برد كبار [في] [10] كل بردة أوقيتان و أكثر، فطحن