نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 14 صفحه : 248
معونته [1] على ما رغب إليه فيه، فصار ضحكة بين الناس، و عاتبه الخلق، فما ارعوى، و أنفذ الشريف أبا أحمد الحسين بن موسى رسولا إليه في هذا الأمر، و بذل له [على يده] [2] فدية الغلام جاريتين عوادتين لم يكن لهما نظير، و كان [3] قد بذل له في إحداهما مائة ألف، فأبى أن يبيعها، و قال له: إن وقف عليك هذا الأمر في الفداء فزد ما ترى، و لا تفكر فيما بيني و بين عضد الدولة إلا في هذا الغلام، فقد رضيت أن آخذه و أمضي إلى أقصى الأرض. فلما أدى الرسالة أمر عضد الدولة برد الغلام.
في هذه السنة: حج بالناس [4] أبو عبد اللَّه أحمد بن أبي الحسين محمد بن عبيد اللَّه [5] العلويّ، و كذلك إلى سنة ثمانين و ثلاثمائة.
و في هذه السنة [6] خطب للمغاربة في مدينة سيدنا [7] رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم)، و كان في حاج هذه السنة جميلة بنت ناصر الدولة أبي محمد بن حمدان، و كان معها أخواها إبراهيم [8]، و هبة اللَّه، فضرب بحجها المثل، فإنّها استصحبت أربعمائة جمل عليها محامل عدة، و لم يعلم في أيها كانت، و نثرت على الكعبة حين شاهدتها عشرة آلاف دينار من ضرب أبيها، و كست المجاورين بالحرمين، و أنفقت الأموال الجزيلة، و قتل أخوها في الطريق، فتصدقت بدمه.
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
2727- إسماعيل بن نجيد بن أحمد بن يوسف بن سالم، أبو عمر السلمي