جمع العلم، و الزهد، و صحب المروذي، و سهلا التستري، و تنزه عن ميراث أبيه لأمر كرهه، و كان سبعين ألف درهم [7]، و كان شديدا على أهل البدع، فما زالوا يثقلون قلب السلطان عليه، و كان ينزل بباب محول، و انتقل إلى الجانب الشرقي، و استتر عند أخت توزون [8]/ فبقي نحوا من شهر، ثم أخذه قيام الدم فمات، فقالت المرأة لخادمها:
انظر من يغسله، و غلّقت الأبواب حتى لا يعلم أحد، و جاء الغاسل فغسله، و وقف يصلي عليه وحده، فاطلعت فإذا الدار ممتلئة رجالا بثياب بيض و خضر، فاستدعت الخادم و قالت: ما الّذي فعلت؟ فقال: يا سيدتي رأيت ما رأيت؟ قالت: نعم. قال: هذه مفاتيح الباب [9] و هو مغلق [10]. فقالت: ادفنوه في بيتي، و إذا مت فادفنوني عنده، فدفنوه في دارها، و ماتت بعده فدفنت هناك، و المكان بقرب دار المملكة بالمخرم،