نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 14 صفحه : 107
محمد قد كتب الحديث ببغداد عن أحمد بن عبد الجبار العطاردي، و طبقته، و احترقت كتبه و بقي من مسموعه شيء عند بعض الكتاب فسمع منه.
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد قال: أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت أخبرنا [1] علي بن المحسن قال: حدثني أبي قال: حدثني أبو محمد الصلحي قال: حدثني أبو بكر محمد بن علي الماذرائي بمصر و كان شيخا جليلا عظيم المال و الجاه و المجد، قديم الولاية لكبار الأعمال، قد وزر لخمارويه بن أحمد بن طولون، و عاش نيفا و تسعين سنة. قال: كتبت لخمارويه بن أحمد [2] و أنا حدث فركبتني الأشغال و قطعني ترادف الأعمال عن تصفح أحوال المتعطلين و تفقدهم، و كان ببابي شيخ من مشيخة الكتاب قد طالت عطلته، فأغفلت أمره [3] فرأيت أبي في منامي و كأنه يقول لي: ويحك [4] يا بني أ ما تستحي من اللَّه أن تتشاغل بلذاتك و أعمالك [5] و الناس يتلفون ببابك صبرا و هزلا! هذا فلان من/ شيوخ الكتاب قد أفضى [6] أمره إلى أن تقطع سراويله، فما يمكنه أن يشتري بدله، و هو كالميت جوعا و أنت لا تنظر في أمره، أحب أن لا يغفل أمره أكثر من هذا، قال: فانتبهت مذعورا و اعتقدت الإحسان إلى الشيخ [و نمت] [7] و أصبحت و قد أنسيت أمر الشيخ، فركبت إلى دار [8] خمارويه و أنا و اللَّه أسير إذ تراءى لي الرجل على دويبة ضعيفة، ثم أومأ إلى الرجل فانكشف فخذه، فإذا هو لابس خفا بلا سراويل، فحين وقعت عيني على ذلك ذكرت المنام، و قامت قيامتي، فوقفت في موضعي و استدعيته، و قلت: يا هذا، ما حل لك أن تركت إذكاري بأمرك أما كان في الدنيا من يوصل لك