نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 13 صفحه : 72
غدا يا ستي، فقال الخليفة: يا ستي إن كان يحتاج إلى شيء آخر أمرت به، فقالت:
هو [1] مستكف داع، و لكن قد التمس شيئا ما أستحسن خطابك فيه، قال: أريد أن أشرف على أهل المملكة كلهم [2] و يرى عندي ما لم ير في العالم مثله! قال: و ما هو؟
قالت: يا سيدي يلتمس أن تعيره القرية، فإذا رآها الناس عنده ارتجعت، فقال: يا ستي هذا و اللَّه ظريف [3]، يستعير خادم لنا شيئا، و تكونين أنت شفيعه فأعيره ثم أرتجعه هذا من عمل العوام لا الخلفاء، و لكن إذا كان محله [4] من رأيك هذا حتى قد حملت على نفسك بخطابي فيه و تجشمت زيارتي و أنا أعلم أنه ليس من أوقات زيارتك، فقد وهبت له القرية فمري بحملها بجميع آلاتها [إليه] [5] و قد رأيت أن أشرفه بشيء آخر، قالت:
و ما هو؟ قال يحمل إليه غدا جميع وظائفنا و لا يطبخ لنا شيء البتة، بل يوفر عليه و يؤخذ لنا سمك [6] طري فقط، فأمرت بنقل القرية و قالت: [قولي] [7] ليوسف ما تصنع بالوظيفة؟ فقال و اللَّه ما أحتاج إلى ملح إلا و قد حصلته، فإن حملت إلي لم أنتفع بها! فخذي لي ثمنها من الوكلاء، فأخذت و كان مبلغ ذلك ألف و ستمائة دينار [8] و هي وظيفة كل يوم، و قالت اقتصر الخليفة لأجلك اليوم على السمك فاشتري له سمك بثلاثمائة دينار، و كانت القرية على صفة قرية مثال البقر و الغنم و الجمال و الجواميس و الأشجار و النبات و المساحي و الناس و كل ما يكون في القرى.
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
2015- إبراهيم بن محمد بن نوح بن عبد اللَّه، أبو إسحاق المزكي الحافظ الزاهد [9]:
إمام عصره بنيسابور في معرفة الحديث و الرجال و العلل، و سمع خلقا كثيرا،