نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 13 صفحه : 398
كتاب، و أن عادته في كل ما كتب عنه من العلم كانت [هكذا] [1] ما أملى قط من دفتر.
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد، قال: أخبرنا أحمد بن علي الحافظ، قال:
سمعت حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق، يقول: حدثني أبي، عن جدي [أن] [2] أبا بكر ابن الأنباري مرض فدخل عليه أصحابه يعودونه فرأوا من انزعاج أبيه و قلقه [عليه] [3] أمرا عظيما فطيبوا نفسه و رجوه العافية، فقال لهم: كيف لا أقلق و انزعج [لعلة] [4] من يحفظ جميع ما ترون، و أشار لهم إلى حيرى مملوء كتبا [5].
قال حمزة: و كان مع حفظه زاهدا متواضعا، حكى أبو الحسن الدارقطنيّ أنه حضره في مجلس إملاء يوم جمعة فصحف اسما أورده في إسناد حديث أما كان حيان، فقال: حبان أو كان حبان فقال حيان: قال أبو الحسن: فاعظمت أن يحمل عن مثله في فضله و جلالته و هم وهبته أن أقفه على ذلك، فلما انقضى الاملاء تقدمت إلى المستملي و ذكرت له وهمه و عرفته صواب القول فيه و انصرفت، ثم حضرت الجمعة الثانية مجلسه، فقال أبو بكر للمستملي: عرف الحاضرين أنا صحفنا الاسم الفلاني لما أملينا حديث كذا في الجمعة الماضية، و نبهنا ذلك الشاب [6] على الصواب، و عرف ذلك الشاب أنا رجعنا إلى الأصل فوجدناه كما قال.
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد، أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت، أخبرنا أبو العلاء الواسطي، قال: قال محمد بن جعفر التميمي: ما رأينا أحفظ من أبي بكر الأنباري، و لا أغزر بحرا منه.
و حدثني عنه أبو الحسن العروضي، قال: اجتمعت أنا و هو عند الراضي على الطعام، و كان قد عرف الطباخ ما يأكل أبو بكر، فكان يشوي له قلية يابسة، قال: فأكلنا