أن الجند أحدقوا بدار الخلافة و ضربوا خيمهم فيها و حولها و ملكوها، و طولب الراضي بأن يخرج فيصلي بالناس ليراه الناس معهم، فخرج و صلى، و قال في خطبته:
اللَّهمّ ان هؤلاء الغلمان بطانتي و ظهارتي فمن أراده بسوء فأرده، و من كادهم بكيد فكده. و قبض الغلمان على الوزير و سألوا الخليفة أن يستوزر غيره، فرد الخيار إليهم، و قالوا: علي بن عيسى، فاستحضره و عرضت عليه الوزارة فأبى و أشار بأخيه أبي علي عبد الرحمن بن عيسى، [فقلد الوزارة و خلع عليه.
و احترقت دار ابن مقلة و حمل إلى دار عبد الرحمن بن عيسى] [2]، فضرب حتى صار جسمه كأنه الباذنجان [3]. [و أخذ خطه بألف ألف دينار، ثم عجز عبد الرحمن بن عيسى] [4] عن تمشية الأمور، و ضاق الحال فاستعفى، فقبض عليه لسبع خلون من رجب، فكانت وزارته خمسين يوما [5]، و قلد الوزارة أبو جعفر محمد بن القاسم الكرخي، ثم عزل، و قلد سليمان بن الحسن و كان هذا كله من عمل الأتراك و الغلمان.
و من العجائب: أن دار ابن مقلة احترقت في مثل اليوم الّذي أمر فيه بإحراق دار
[1] من هنا تبدأ نسخة بلدية الإسكندرية، و يكون رمزها (س).