نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 13 صفحه : 342
و اللَّه ما لفلان عندي إلا اثنا عشر صندوقا، فما أدري ما فيها؟ فتعجب علي بن بويه من الجواب و وجه من حملها، فوجد فيها مالا عظيما، و كان قد ركب يوما و طاف في خرابات البلد يتأمل ابنية الأوائل و آثارهم، فتهور تحت قوائم فرسه فاستراب بذلك الموضع [1]، و أمر بالكشف عنه، فإذا مال عظيم.
و لما تمكن علي بن بويه من البلد أراد أن يقاطع السلطان عنه و يتقلده من قبله، فراسل الراضي بذلك، فأجابه فضمنه بثمانية آلاف درهم [2] خالصة للحمل بعد النفقات و المؤن، فأنفذ إليه ابن مقلة خلعة و لواء [3]، و أمر أن لا يسلم إليه حتى يعطي المال [فتلقى الرسول فطالبه [4] بالمال] فخاشنه و أرهبه، فأعطاه الخلع و بقي عنده مدة و هو يماطله بالمال حتى توفي الرسول.
و هو أول الملوك الذين افتتحت بهم الدولة الديلمية، و كان عاقلا سخيا شجاعا، و توفي علي بشيراز في سنة ثمان و ثلاثين و ثلاثمائة.
و ظهر ببغداد رجل يعرف بأبي جعفر محمد بن علي الشلمغاني، و يعرف بابن أبي العزاقير، و كان قد ظهر و حامد بن العباس في الوزارة، و ذكر عنه أنه يقول بتناسخ اللاهوت، و أن اللاهوت قد حل فيه فاستتر، ثم ظهر في زمان الراضي، و قيل: انه يدعي أنه إله فاستحضر بحضرة الراضي فأنكر ما ادعى عليه، و قال: أنا أباهل من يدعي علي هذه المقالة، فإن لم تنزل العقوبة على من باهلني بعد ثلاثة أيام و أقصاه بسبعة أيام فدمي لكم حلال؟ فأنكر هذا القول عليه، و قيل: يدعي علم الغيب، و أفتى قوم بأن دمه حلال إلا أن يتوب من هذه المقالة، فضرب ثمانين سوطا ثم قتل و صلب.