نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 13 صفحه : 322
أبو الحسين بن أبي عمر القاضي، و ابن الحباب الجوهري إلى القاهر، و كان قد طلب شاهدين ليشهدا على أم المقتدر بتوكيلها في بيع أملاكها، فدخلنا على القاهر فسلمنا و وقفنا، فدفع إلينا بعض الخدم كتابا أوله أقرت شغب مولاة المعتضد أم جعفر المقتدر فإذا هو وكالة في بيع أملاكها، فقلنا للخادم: و أين هي؟ فقال وراء الباب: فاستأذنا الخليفة في خطابها، فقال: افعلوا، فقلنا: أنت هاهنا حتى نقرأ عليك؟ قالت: نعم، فقرأنا الكتاب عليها و قررناها، ثم وقفنا عن كتب الشهادة طلبا لرؤيتها، فقال الخليفة:
ما لكم؟ قلنا: يا أمير المؤمنين لا يصح لنا الشهادة دون أن نرى المرأة بأعيننا و نعرفها، فقال: افعلوا، فسمعنا من وراء الستارة بكاء و نحيبا، و رفعت الستارة فقلنا لها: أنت شغب مولاة المعتضد و أم المقتدر؟ فسكتت ساعة [1]، ثم قالت: نعم، فقررناها و أسبل الستر فوقفنا عن الشهادة، فقال القاهر [2]: فأيش بقي؟ قلنا: تعرف يا أمير المؤمنين أنها شغب، فقال: نعم هذه شغب مولاة أبي و أم أخي، و أوقعنا خطوطنا في الكتاب. و لما رأيناها رأينا عجوزا دقيقة الجسم [3]، سمراء اللون إلى البياض و الصفرة، عليها اثر ضر شديد [4]، فما انتفعنا بأنفسنا ذلك اليوم فكرا في تقلب الزمان و تصرف الحدثان، و جئنا و أقمنا الشهادة عند أبي الحسين القاضي.
قال مؤلف الكتاب [5]: و توفيت بعد قتل المقتدر بسبعة أشهر و ثمانية أيام، و كأنها توفيت في جمادى الأولى من هذه السنة، و دفنت بالرصافة.
2325- جارية شغب أم المقتدر باللَّه:
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي البزاز، عن أبي قاسم [6] علي بن المحسن التنوخي، عن أبيه، قال: حدثني أبو الفرج أحمد بن عثمان بن إبراهيم الفقيه المعروف