نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 13 صفحه : 31
نعم، فشهد في الكتاب ثم خرج، فقال المعتمد: من هذا؟ فقيل له: الجذوعي البصري، فقال: و ما إليه؟ قالوا: ليس إليه شيء، فقال: مثل هذا لا ينبغي أن يكون مصروفا فقلدوه [واسطا فقلده إسماعيل و انحدر [1]].
فاحتاج الموفق يوما إلى مشاورة الحاكم فيما يشاور في مثله، فقال: استدعوا القاضي، فحضر و كان قصيرا و له دنية طويلة [2] فدخل في بعض الممرات و معه غلام له فلقيه غلام [كان] [3] للموفق، و كان شديد التقدم عنده [و كان مخمورا] [4]، فصادفه في مكان خال من الممر فوضع يده على دنيته حتى غاص رأسه فيها فتركه و مضى،. فجلس الجذوعي في مكانه، و أقبل غلامه حتى فتقها [5] و أخرج رأسه منها، و ثنى رداءه على رأسه [6] و عاد إلى داره [7]، و أحضر الشهود، فأمرهم بتسليم الديوان [8]، و رسل الموفق يترددون، و قد سترت الحال عنه حتى ذكر بعض الشهود لبعض الرسل الخبر فعاد إلى الموفق فأخبره بذلك فأحضر صاحب الشرطة، و أمره بتجريد الغلام، و حمله إلى باب [9] دار القاضي و ضربه هنالك ألف سوط، و كان والد هذا الغلام من جلة القواد و محله محل من لو هم بالعصيان لأطاعه أكثر الجيش، فلم يقل شيئا و ترجل القواد و صاروا إليه، و قالوا: مرنا بأمرك، فقال: إن الأمير الموفق أشفق عليه مني فمضى القواد بأسرهم مع الغلام إلى باب دار [10] الجذوعي، فدخلوا إليه و ضرعوا له، فأدخل صاحب الشرطة و الغلام، و قال [له]: لا تضربه، فقال: لا أقدم على خلاف الموفق، فقال:
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت. و لفظة: «انحدر» ساقط من ك.
[2] في تاريخ بغداد 3/ 206: «دبية طويلة». و «طويلة» ساقطة من ك.