نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 13 صفحه : 309
منهم من خلفه ضربة سقط منها إلى الأرض، فقال: أنا الخليفة، فقال البربري: لك أطلب [1]، و أضجعه فذبحه بالسيف، و رفع رأس المقتدر على سيف، ثم على خشبة، و سلب ثيابه حتى مر به بعض الأكرة [2]، فستره بحشيش ثم حفر له في الموضع، و دفنت جثته دون رأسه [3]، و ذلك برقة الشماسية [4] مما يلي قرية يحيى، و كان المقتدر قد أتلف [5] نيفا و سبعين ألف ألف دينار [6]، و ذلك أكثر مما جمعه [7] هارون الرشيد، و حمل رأسه إلى مؤنس، و كان سنه يومئذ ثمانيا و ثلاثين سنة و شهرا و خمسة أيام، و كان قتله في الساعة الرابعة يوم الأربعاء لثلاث بقين من شوال هذه السنة، و كانت خلافته أربعا و عشرين سنة و أحد عشر شهرا و أربعة عشر يوما، من جملتها يومان و ثلاث ليال خلع فيها من الخلافة ثم أعيد.
قال أبو بكر الصولي: عاش المقتدر في الخلافة أكثر مما عاش الخلفاء قبله، فإن المعمرين من الخلفاء [قبله] [8] معاوية، و عبد الملك، و هشام، و المنصور، و الرشيد، و المأمون، و المعتمد، و زاد هو عليهم [9]، ثم كلهم ماتوا على فرشهم، و ختم له بالشهادة.
و من العجائب أنه لم يل الخلافة من اسمه جعفر و يكنى أبا الفضل إلا هو، و المتوكل. و قتل هو يوم الأربعاء، و المتوكل ليلة الأربعاء.