أخبرنا أبو منصور القزاز/، أخبرنا أبو بكر ابن ثابت، أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيريّ [2]، أخبرنا محمد بن الحسين السلمي، قال: [سمعت الحسين بن أحمد، يقول:] [3] بكير الشراك لم أر في مشايخ الصوفية أحسن لزوما للفقر منه.
كان قد بلغ إلى مؤنس أن المقتدر قد دبر عليه حتى يقبض عليه، فغضب و أصعد إلى الموصل، و وجه رسولا، فأخذ الرسول و ضرب، و وقع الوزير الحسين بن القاسم بقبض أملاك مؤنس، و ملك مؤنس الموصل، ثم أقبل إلى بغداد، فلما بلغ الجند خبره شغبوا على المقتدر فأطلق لهم مالا كثيرا، و خرج إلى حربه، فجعل الجند يتسللون إلى مؤنس، ثم نادوا باسم مؤنس، فأتى مؤنس عكبرا و ضرب المقتدر مضربه بباب الشماسية، و ركب يوم الأربعاء لثلاث بقين من شوال فمر في الشارع يريد مضربه، و عليه قباء فضي مصمت و [عليه] [5] عمامة سوداء، و البردة على كتفيه، و بين يديه أعلام الملك و ألويته، و حوله جماعة من الأنصار بأيديهم المصاحف، و كثر دعاء الناس له، ثم جرت الحرب [6]، و وافى البربر [7] من أصحاب مؤنس، فأحاطوا بالمقتدر و ضربه رجل
[1] في ت: «بكير بن الشراك». و في ك: «بكير بن سواك».
و انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 7/ 112).
[2] في ت: «أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت، حدثنا إسماعيل بن احمد الحيريّ».
[4] انظر ترجمته في: (البداية و النهاية 11/ 169، شذرات الذهب 2/ 231، 238، 284، و النجوم الزاهرة 2/ 233، و تاريخ الخميس 2/ 345- 349، و تاريخ بغداد 7/ 213، و الكامل لابن الأثير 8/ 3- 35، و الأعلام 2/ 121).
[5] «مصمت و عليه»: ساقطة من ص، ل. و ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[6] «و كثر دعاء الناس له، ثم جرت الحرب»: ساقطة من ص.