نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 13 صفحه : 274
الرازيّ، يقول: سمعت أبا علي الروذباري، يقول: كان سبب دخولي مصر حكاية بنان، و ذاك أنه أمر ابن طولون بالمعروف فأمر أن يلقى بين يدي السبع، فجعل السبع يشمه و لا يضره، فلما أخرج من بين يدي السبع قيل له: ما الّذي كان في قلبك حيث شمك السبع، قال: كنت أتفكر في سؤر السباع و لعابها.
أخبرنا القزاز، أخبرنا أحمد بن علي، أخبرنا أبو حازم عمر بن أحمد العبدوي [1]، قال: أخبرني عبد الملك بن إبراهيم القشيري، حدثنا عبد اللَّه بن عبد الرحمن الأردني [2]، حدثنا عمر بن محمد بن عراك: أن رجلا كان له على رجل مائة دينار بوثيقة إلى أجل، فلما جاء الأجل طلب الوثيقة فلم يجدها، فجاء إلى بنان فسأله الدعاء، فقال له: أنا رجل قد كبرت، و أنا أحب الحلوى، فاذهب فاشتر لي رطل معقود و جئني به حتى أدعو لك، فذهب فاشترى له ما قال، ثم جاء به فقال له بنان: افتح القرطاس، ففتح الرجل القرطاس، فإذا هو بالوثيقة، فقال لبنان: هذه وثيقتي، فقال:
وثيقتك، و خذ المعقود و أطعمه صبيانك، فأخذه و مضى.
توفي بنان بمصر في رمضان هذه السنة، و خرج في جنازته أكثر أهل البلد.
2259- داود بن الهيثم بن إسحاق بن البهلول بن حسان بن سنان، أبو سعد التنوخي الأنباري [3]:
سمع جده إسحاق، و عمر بن شبة، روى عنه ابن المظفر الحافظ و كان فصيحا نحويا لغويا حسن العلم بالعروض و استخراج المعمى [4]، و صنف كتبا في اللغة و النحو، على مذهب الكوفيين، و له كتاب كبير في خلق الإنسان، و كان أخذ عن يعقوب بن السكيت/ و ثعلب، و كان يقول الشعر الجيد.
ولد بالأنبار، و توفي بها في هذه السنة، و له ثمان و ثمانون سنة.