responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 13  صفحه : 272

ثم دخلت سنة ست عشرة و ثلاثمائة

فمن الحوادث فيها:

أن أبا طاهر الهجريّ دخل إلى الرحبة، فوضع السيف في أهلها، و أن أهل قرقيسيا طلبوا منه الأمان فأمنهم، و نادى فيهم أن لا يظهر أحد بالنهار و أنفذ أبو طاهر سرية إلى الاعراب، فقتل منهم مقتلة عظيمة، فصاروا إذا سمعوا به هربوا، و قصد الرقة و قتل بها جماعة، ثم انصرف إلى بلده. و لما رأى علي بن عيسى تحكم الهجريّ في البلاد و عجز السلطان عنه استعفى من الوزارة، و كانت مدة وزارته هذه سنة و أربعة أشهر و يومين.

و كان المقتدر باللَّه يتشوف إلى معرفة خبر الهجريّ، و لم يكن أحد يكاتبه بشي‌ء من أخباره إلا الحسن بن إسماعيل الاسكافي عامل الأنبار، فإن كتبه كانت ترد في كل أيام إلى علي بن عيسى، فينهيها فأقام أبو علي بن مقلة أطيارا و كوتب عليها بأخبار الهجريّ وقتا فوقتا، و كان ينفذها إلى نصر الحاجب، فيعرضها، فجعل نصر الحاجب [1] يطري ابن مقلة و يقول للمقتدر إذا كانت هذه مراعاته بأمورك و لا تعلق له بخدمتك، فكيف إذا اصطنعته و تستوزره.

و لما رجع أبو طاهر القرمطي إلى بلده بنى دارا و سماها دار الهجرة، و دعا إلى المهدي، و تفاقم أمره و كثر اتباعه، و حدثته نفسه بكبس الكوفة، و هرب عمال السلطان في السواد، و كان أصحابه يكبسون القرى فيقتلون و ينهبون، فبعث المقتدر إلى‌


[1] في ص، ل: «فجعل نصر يطري»، بإسقاط «الحاجب».

نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 13  صفحه : 272
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست