نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 13 صفحه : 239
على غير الطريق، فعارضهم أبو طاهر و قاتلهم يوم الأحد لاثنتي عشرة ليلة بقيت من المحرم سنة اثنتي عشرة، فقتل منهم قتلا مسرفا و أسر أبا الهيجاء عبد اللَّه بن حمدان، و كان إليه الكوفة و طريق مكة و بذرقة الحاج، و أسر معه جماعة من خدم السلطان و أسبابه [1]، و أخذ جمال الحاج و سبى من اختار من النساء و الرجال و الصبيان، و سار بهم إلى هجر، و ترك باقي الحاج في مواضعهم بلا جمال و لا زاد، و كانت سن أبي طاهر في ذلك الوقت سبع عشرة سنة، فمات أكثر الحاج بالعطش و الحفاء، و حصل له ما حزر من الأموال ألف ألف دينار، و من الأمتعة و الطيب و غير ذلك بنحو ألف ألف، و كان جميع عسكره نحوا من ثماني مائة فارس، و مثلهم رجالة، فانقلبت بغداد، و خرجت النساء منشورات الشعور مسودات الوجوه يلطمن و يصرخن في الشوارع، و انضاف إليهن [2] حرم المنكوبين الذين نكبهم ابن الفرات، و كانت صورة شنيعة، فركب ابن الفرات إلى المقتدر و حدثه الحال، فقال له نصر الحاجب: الساعة تقول أي شيء الرأي؟ بعد أن زعزعت أركان الدولة و عرضتها للزوال بإبعادك مؤنس المظفر الّذي يناضل الأعداء. و من الّذي أسلم رجال السلطان و أصحابه إلى القرمطي سواك؟ و أشار نصر على المقتدر بمكاتبة مؤنس بالتعجيل إلى الحضرة، فأمر أن يكتب إليه بذلك، و وثب العامة على ابن الفرات، فرجمت طيارته بالآجر، و رجمت داره، و صاحوا: يا ابن الفرات القرمطي الكبير، و امتنع الناس من الصلاة في الجوامع، ثم قبض على ابن الفرات و ابنيه و أسبابه [3]، و حمل إلى دار نازوك و العامة يضربونه بالآجر، و يقولون: قد قبض على القرمطي الكبير، و أخذ خطه بألفي ألف دينار، و كان ابنه المحسن يخرج في زي النساء، فغمز عليه فأخذ و كتب خطه بثلاثة آلاف ألف دينار، و قتل ابن الفرات و ولده المحسن، و وزر أبو القاسم عبد اللَّه بن محمد الخاقاني.
و ورد كتاب من محمد بن عبد اللَّه الفارقيّ [4] من البصرة يذكر أن كتاب أبي