نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 13 صفحه : 217
فإذا غنيت فلا تكن بطرا * * * و إذا افتقرت فته على الدهر
توفي أبو جعفر [الطبري] [1] وقت المغرب من عشية الأحد ليومين بقيا من شوال سنة عشر و ثلاثمائة، و دفن و قد أضحى النهار يوم الاثنين برحبة يعقوب في ناحية باب خراسان في حجرة بإزاء داره [2]، و قيل: بل دفن ليلا و لم يؤذن به أحد، و اجتمع من لا يحصيهم إلا اللَّه، و صلى على قبره عدة شهور ليلا و نهارا.
و ذكر ثابت بن سنان في تاريخه: أنه إنما أخفيت حاله لأن العامة اجتمعوا [و منعوا] [3] من دفنه بالنهار و ادعوا عليه الرفض، ثم ادعوا عليه [4] الإلحاد.
قال المصنف: كان ابن جرير يرى [جواز] [5] المسح على القدمين و لا يوجب غسلهما، فلهذا نسب إلى الرفض، و كان قد رفع في حقه أبو بكر بن أبي داود قصة إلى نصر الحاجب [6] يذكر عنه أشياء فأنكرها، منها: أنه نسبه إلى رأي جهم، و قال: انه قائل: بَلْ يَداهُ [مَبْسُوطَتانِ] [7] أي: نعمتاه، فأنكر هذا، و قال ما قلته، و منها: أنه روى أن روح رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) لما خرجت سالت في كف علي فحساها [8]، فقال: إنما الحديث مسح بها على وجهه و ليس فيه حساها.
قال المصنف [رحمه اللَّه] [9]: و هذا أيضا محال إلا أنه كتب ابن جرير في جواب هذا إلى نصر الحاجب [10]: لا عصابة في الإسلام كهذه العصابة الخسيسة، و هذا قبيح منه، لأنه كان ينبغي أن يخاصم من خاصمه، و أما أن يذم طائفته جميعا و هو يدري إلى من ينتسب فغاية في القبح.