نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 13 صفحه : 111
له: إنما يعرف مثل هذا المنجم إذا عرف المولد، و أخذ الطالع، ثم قد لا يصيب و قد أخبرنا نبينا عليه الصلاة و السلام بخبر غيب، فكان كما قال: ثم أخذ لعنه اللَّه يعيب القرآن و يدعي أن فيه لحنا، و استدرك ذاك الخلف بزعمه [1] على الأعادي الفصحاء الذين سلموا لفصاحته.
قال أبو علي الجبائي: قرأت كتاب الملحد الجاهل السفيه ابن الريوندي، فلم أجد فيه إلا السفه و الكذب و الافتراء، قال: و قد وضع كتابا في قدم العالم [2]، و نفي الصانع، و تصحيح مذهب الدهرية، و في الرد على مذهب أهل التوحيد، و وضع كتابا في الطعن على محمد (صلّى اللَّه عليه و سلّم) و سماه الزمرد، و شتم رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) في سبعة عشر موضعا في كتابه [3]، و نسبه إلى الكذب، و طعن في القرآن، و وضع كتابا لليهود و النصارى على المسلمين يحتج لهم فيه في إبطال نبوة النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) إلى غير ذلك من الكتب التي تبين خروجه عن الإسلام.
و قال أبو هاشم بن أبي علي الجبائي [4]: ابتدأ ابن الريوندي لعنه اللَّه كلامه في كتاب الفريد، فقال: ان المسلمين احتجوا لنبوة نبيهم بالكتاب الّذي أتى به و تحدى به، فلم يقدروا على معارضته [5]، قال: فيقال لهم: غلطتم و غلبت العصبية على قلوبكم أخبرونا لو ادعى مدع [لمن تقدم] [6] من الفلاسفة مثل دعواكم في القرآن، و قال: الدليل على [صدق] [7] بطليموس و أقليدس فيما ادعيا أن صاحب أقليدس جاء به فادعى أن الخلق يعجزون عنه لكان ثبتت نبوته.
قلنا: قد يكون في زمن أقليدس من هو أعرف منه، و إنما شاع كتابه بعده، و لو