نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 12 صفحه : 337
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
1868- أحمد بن محمد بن عيسى بن الأزهر، أبو العباس البرتي القاضي [1].
حدّث عن مسلم [2] بن إبراهيم، و أبي الوليد الطيالسي، و أبي سلمة التبوذكي [3]، و أبي نعيم الفضل بن دكين في خلق كثير من البغداديين و الكوفيين و البصريين، و كان ثقة، و صنّف المسند، و أخذ الفقه عن أبي سليمان الجوزجاني [4] صاحب محمد بن الحسن، و ولي القضاء بواسط، و قطعة من أعمال السواد، ثم ولي القضاء بالشرقية في أيام المعتمد، فبعث إليه الموفق و إلى إسماعيل بن إسحاق، و قد عزم على الانحدار إلى البصرة ان يقتضياه [5] ما في أيديهما من الوقوف، فحمل إليه إسماعيل ما كان من قبله، و استنظر أبو العباس البرتي ثلاثة أيام ليجمع المال، و عمد إلى ما كان في يده، فدفعه إلى من آنس [6] منه رشدا ممن هوله، و إلى الأمناء الذين يثق بهم، فلما طولب بالمال قال: سلمته إلى أربابه [7] و ما بقي عندي منه شيء، فصرف عن القضاء بهذا السبب.
و حكى العلاء [8] بن صاعد قال: رأيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و سلّم في المنام و دخل عليه أبو العباس، فقام إليه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و سلّم فصافحه، و قبل بين عينيه، و قال/: «مرحبا بالذي يعمل بسنتي و أثري».
ثم لزم البرتي بيته، و اشتغل بالتعبد.
و توفي بالجانب الغربي من مدينة السلام، في ذي الحجة من هذه السنة.