responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 12  صفحه : 294

زلل [1] أبي بكر و عمر، و إن كان سنيا فاعكس، و إن كان مائلا إلى المجون و الخلاعة، فقرر عنده أن العبادة بله، و الورع حماقة، و إنما الفطنة في اتباع اللذة، و قضاء الوطر من الدنيا الفانية. و قد يستصحبون [2] من له صوت طيب بالقرآن، فإذا قرأ تكلم داعيهم، و وعظ و قدح في السلاطين، و علماء الزمان، و جهال العامة، و يقول: الفرج منتظر ببركة آل الرسول صلى اللَّه عليه و سلّم، و ربما قال: إن للَّه عز و جل في كلماته أسرارا لا يطلع عليها إلا من اجتباه اللَّه [3].

و من مذاهبهم أنهم لا يتكلمون مع عالم، بل مع الجهال، و يجتهدون في تزلزل العقائد بإلقاء المتشابه، و كل ما لا يظهر للعقول معناه فيقولون: ما معنى الاغتسال من المني دون البول؟ و لم كانت أبواب الجنة ثمانية، و أبواب النار سبعة؟ و قوله: عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ [4] أ ترى [5] ضاقت القافية ما نظن [6] هذا إلا لفائدة لا يفهمها كثير من الناس، و يقولون: لم كانت السموات سبعا؟ ثم يشوقون إلى جواب هذه الأشياء، فإن سكت السائل سكتوا، و إن ألح قالوا: عليك بالعهد و الميثاق على كتمان هذا السر، فإنه الدر الثمين، فيأخذون عليه العهود و الميثاق على كتمان هذا، و يقولون في الأيمان «و كل مالك صدقة و كل امرأة لك طالق ثلاثا إن أخبرت بذلك» ثم يخبرونه ببعض الشي‌ء، و يقولون: هذا لا يعلمه إلا آل رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و سلّم. و يقولون: هذا الظاهر له باطن، و فلان يعتقد ما نقول، و لكنه يستره و يذكرون له بعض الأفاضل/، و لكنه ببلد بعيد.

فصل‌

و اعلم أن مذهبهم ظاهره الرفض، و باطنه الكفر، و مفتتحة حصر مدارك العلوم في قول الإمام المعصوم، و عزل العقول أن تكون مدركة للحق، لما يعترضها من الشبهات،


[1] في ك: «ثلب».

[2] في ك: «يستحبون».

[3] لفظ الجلالة غير موجود في ك.

[4] سورة: المدثر، الآية: 30.

[5] «أ ترى» ساقطة من ك.

[6] في ك: «ما بطن».

نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 12  صفحه : 294
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست