فارق أحبابه مما انتفعوا * * * بالعيش من بعده و لا انتفعا [ (1
و مات في ذلك المنزل على يوم من حلب، و من شعره المستحسن:
عيون المها بين الرّصافة و الجسر * * * جلبن الهوى من حيث أدري و لا أدري
أعدن لي الشوق القديم و لم أكن * * * سلوت و لكن زدن حمرا على حمر
[سلمن و أسلمن القلوب كأنما * * * تشك بأطراف المثقفة السمر
و قلن لها نحن الأهلة إنما * * * نضيء لمن يسري بليل و لا يغري
و لا بذل إلا ما تزود ناظر * * * و لا وصل إلا بالخيال الّذي يسري
خليليّ ما أحلى الهوى و أمره * * * و أعلمني بالحلو فيه و بالمر] [ (2
كفى بالهوى شغلا و بالشيب زاجرا * * * لو ان الهوى ما ينهنه بالزجر
بما بيننا من حرمة هل رأيتما * * * أرق من [3] الشكوى و أقسى من الهجر
و أفضح من عين المحب لسره * * * و لا سيما أن طلعت عبرة تجري
و إنّا لممن سار بالثغر ذكره * * * و لكن أشعاري يسير بها ذكري
و ما كل [4] من قاد الجياد يسوسها * * * و لا كل من أجرى يقال له مجري
و لكن إحسان الخليفة جعفر * * * دعاني إلى ما قلت فيه من الشعر
و فرّق شمل المال جود يمينه * * * على أنه أبقى له أجمل الذكر
إذا ما أمال الرأي أدرك فكره * * * غرائب لم تخطر ببال [5] و لا فكر
و لا يجمع الأموال إلا لبذلها * * * كما لا يساق الهدي إلا إلى النحر
و من قال إن القطر و البحر أشبها * * * فقد أثنى على البحر و القطر
أغير كتاب اللَّه تبغون شاهدا * * * لكم يا بني العباس بالمجد و الفخر
كفاكم بأن اللَّه فوّض أمره * * * إليكم و أوحى أن أطيعوا أولي الأمر
[1] تاريخ بغداد 11/ 369.
[2] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[3] في الأصل: «بين الشكوى».
[4] في ت: «و لا كل».
[5] في ت: «برأي و لا فكر».