نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 12 صفحه : 285
الفقيه، حدّثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال: سمعت أبي يقول: خرجت في طلب الحديث فأحصيت أني مشيت على قدمي زيادة على ألف فرسخ، فلما زاد عليّ الأمر تركت [1]، و بقيت بالبصرة في سنة أربع [عشرة] [2] و مائتين ثمانية أشهر، فانقطعت نفقتي، فعجلت أبيع ثيابي، حتى بقيت بلا نفقة، و مضيت أطوف مع صديق لي إلى المشيخة، و أسمع منهم إلى المساء، فانصرف رفيقي، و رجعت إلى بيت خال، فجعلت أشرب الماء من الجوع، ثم أصبحت من الغد، و غدا عليّ رفيقي، فجعلت أطوف معه في سماع الحديث على جوع شديد، فانصرف عني، و انصرفت جائعا، فلما كان من الغد، غدا عليّ رفيقي [3] و قال: سر بنا إلى المشايخ/. فقلت: أنا ضعيف لا يمكنني. فقال: ما ضعفك؟ قلت: لا أكتمك أمري قد مضى [علي] [4] يومان ما طعمت. فقال: معي دينار، فأنا أواسيك بنصفه، و نجعل النصف الآخر في الكراء.
فخرجنا من البصرة، و قبضت منه نصف الدينار قال: [5] و قلت على باب أبي الوليد الطيالسي [6] من أغرب عليّ حديثا غريبا مسندا صحيحا [لم أسمع به] [7] فله عليّ درهم يتصدق به، و قد حضر على باب أبي الوليد خلق من الناس [8] [منهم] أبو زرعة فمن دونه، و إنما كان مرادي أن يلقي عليّ ما لم أسمع ليقولوا: هو عند فلان فأذهب فاسمع.
فكان مرادي أن أستخرج منهم ما ليس عندي فما تهيأ لأحد أن يغرب عليّ حديثا [9].
توفي أبو حاتم في شعبان هذه السنة.
1848- محمد بن الجهم بن هارون، أبو عبد اللَّه السمري الكاتب [10].