نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 12 صفحه : 27
في حاجة له إلى بغداد، فلما كان يوم جمعة [1] صليت في الصحن، فإذا سائل قد وقف يسأل، فحدّث أحاديث صحاحا، و أنشد شعرا مستويا، و تكلم بكلام حسن، فأخذ من [2] قلوب الناس، ثم قال [لهم]: [3] يا قوم، إني لم أوت من عجر، و إني افتتنت [4] في علوم كثيرة و لقد خرجت إلى الجعفري إلى المتوكل، فحملت و التراب على رأسي فخرج يوما المتوكل [5] على حمار له يدور في القصر فطرحت [6] التراب على رأسي و أنشدته القصيدة الفلانية، و أنشدها [7] فجوّد [8] إنشادها، فأمر لي بعشرة آلاف درهم، فقال له علي بن الجهم: الساعة يفتح عليك أهل الخلد فلا تكفيك [9] بيوت الأموال، فلم أعط شيئا، فلم يبق أحد إلا لعنني و ذمني، فقلت للخادم: عليّ بالسائل. فأتاني به، فقلت له [10]: تعرف علي بن الجهم؟ فقال: لا. فقلت للخادم: من أنا؟ قال: علي بن الجهم [11] فقلت لشيوخ [12] بالقرب مني: من أنا؟ قالوا: [13] علي بن الجهم. فقال: ما تنكر من هذا هات عشرة دراهم أخرجك و أدخل غيرك. فأعطيته عشرة دراهم، و أخذت عليه أن لا يذكرني [14].
أخبرنا أبو منصور القزاز [قال: أخبرنا أبو بكر بن ثابت قال: أخبرنا علي بن أيوب