أحد المتعبدين البغداديين، عاصر سريا السقطي، و كان السري [6] يفخم أمره و يقول: يعجبني طريقته، و كان حسن لا يأكل إلا القمام.
أخبرنا محمد بن أبي منصور، أخبرنا عبد القادر بن محمد، أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي، أخبرنا عبد اللَّه بن عبد الرحمن الزهري، قال: حدّثني أبي، حدّثنا أبو عبد اللَّه محمد بن العباس بن الفضل قال: سمعت وهب بن نعيم بن الهيصم يقول:
جاء حسن الفلاس إلى بشر بن الحارث يزوره مرة و مرتين و ثلاثا، يتردد إليه في مسألة ليكون الحجة فيما بينه و بين اللَّه تعالى، فتركه بشر و قام مرة و مرتين و ثلاثا، فلما كان بعد ذلك تبعه إلى المقابر، فلما صار إلى المقابر وقف بشر فقال له: يا حسن، أ يود هؤلاء أن يردّوا فيصلحوا ما أفسدوا؟ ألا فاعلم يا حسن أنه من فرح قلبه بشيء من الدنيا أخطأ الحكمة قلبه، و من جعل شهوات الدنيا تحت قدميه فرق الشيطان من ظله، و من غلب هواه فهو الصابر الغالب، ألا فاعلم أن البلاء كله في هواك، و الشفاء كله في مخالفتك إياه، فإذا لقيته فقل [له] [7] قال لي.