نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 11 صفحه : 7
الحرّاني- و الحراني [1] هو: إبراهيم بن ذكوان- و منزل آخر [2] فوق الجسر، و هو المعروف بساباط/ عمرو بن مسعدة [3]. 3/ ب توفي بأذنة في هذه السنة، و رفع إلى المأمون أنه خلف ثمانين ألف ألف درهم، فوقّع: «هذا قليل لمن اتصل بنا و طالت خدمته لنا [4]، فبارك اللَّه لولده فيه».
و لعمرو بن مسعدة حكايات ظريفة:
أنبأنا محمد بن عبد الباقي البزاز [5] قال: أنبأنا علي بن المحسن التنوخي، عن أبيه: أن عمرو بن مسعدة قال: كنت مع المأمون عند قدومه من بلاد الروم، حتى إذا نزل الرّقة قال: يا عمرو، أ و ما ترى الرخّجي قد احتوى على الأهوار، و جمع الأموال و طمع فيها، و كتبي تصل [6] إليه في حملها، و هو يتعلل و يتربص بي الدوائر؟! فقلت: أنا أكفي أمير المؤمنين هذا، و أنقذ من يضطره إلى حمل ما عليه.
فقال: ما يقنعني هذا. قلت: فيأمر أمير المؤمنين بأمره. قال: تخرج إليه بنفسك حتى تصفده بالحديد و تحمله إلى بغداد، و تقبض على جميع ما في يديه من أموالنا، و تنظر في العمل، و ترتب فيه عمالا.
فقلت: السمع و الطاعة. فلما كان من الغد، دخلت إليه فاستعجلني، فانحدرت في زلال أريد البصرة، و استكثرت من الثلج لشدة الحر، فلما صرت بين جرجرايا و جيل سمعت صائحا من الشاطئ يصيح: يا ملّاح، فرفعت سجف الزلال، فإذا شيخ كبير السن، حاسر، حافي القدمين، خلق القميص.
فقلت للغلام:/ أجبه فأجابه، فقال: يا غلام، أنا شيخ كبير السن، على هذه 4/ أ الصورة التي ترى، و قد أحرقتني الشمس و كادت تتلفني، و أريد جيل، فاحملوني معكم، فإن اللَّه يأجركم. فشتمه الملاح و انتهره، فأدركتني عليه رقة [7]، فقلت للغلام: خذوه معنا. فحملناه، فتقدمت بدفع قميص و منديل إليه [فغسل وجهه