نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 11 صفحه : 43
فمي [1] خرقة و أنا أضرب لاحترقت من حرارة ما يخرج من جوفي، و لكني وطنت نفسي على الصبر، فقال له الفتح: ويحك مع هذا اللسان و العقل، ما يدعوك إلى ما أنت فيه من [2] الباطل؟ قال: أحب الرئاسة، فقال المتوكل: و نحن خليفة [3]، فقال له رجل: يا خالد، ما أنتم لحوم و دماء فيؤلمكم الضرب؟ قال: بلى، يؤلمنا و لكن معنا عزيمة صبر ليست معكم. و قال داود بن علي: لمّا قدم بخالد اشتهيت أن أراه، فمضيت إليه فوجدته جالسا غير ممكن لذهاب [لحم] [4] أليتيه من الضرب، و إذا حوله فتيان، فجعلوا يقولون ضرب فلان و فعل بفلان، فقال: لم تتحدثون [5] عن غيركم، افعلوا أنتم/ حتى يتحدث 20/ ب عنكم.
قصّة ضرب الإمام أحمد رضي اللَّه عنه
أخبرنا محمد بن أبي منصور قال: أخبرنا أبو الحسن بن أحمد الفقيه، أنبأنا [6] عبيد اللَّه بن أحمد، أخبرنا أبو بكر أحمد [7] بن عبيد اللَّه الكاتب، حدثنا أبو علي الحسن بن محمد بن عثمان القسري [8] قال: حدثني داود بن عرفة قال: حدثنا ميمون بن الأصبع قال: كنت ببغداد فسمعت ضجة، فقلت: ما هذا؟ قالوا: أحمد بن حنبل يمتحن، فدخلت [9] فلما ضرب سوطا، قال: بسم اللَّه، فلما ضرب الثاني قال:
لا حول و لا قوة إلا باللَّه، فلما ضرب الثالث قال: القرآن كلام اللَّه غير مخلوق، فلما ضرب الرابع قال: لن يصيبنا إلا ما كتب اللَّه لنا، فضرب تسعا و عشرين سوطا [و كانت تكة أحمد حاشية ثوب فانقطعت فنزل السراويل إلى عانته] [10] فرمى أحمد بطرفه إلى السماء، و حرك شفتيه، فما كان بأسرع من أن بقي السراويل [كأن] [11] لم ينزل، فدخلت إليه بعد سبعة أيام، فقلت: يا أبا عبد اللَّه، رأيتك تحرك شفتيك، فأي شيء قلت؟ قال: