نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 11 صفحه : 366
رب، سل عبدك هذا لم قيدني! و روّع أهلي و ولدي و إخواني [من غير شيء] [1] أوجب ذلك عليّ؟ و بكى الشيخ، و بكى الواثق، و بكينا، ثم سأله الواثق أن يجعله في حلّ و سعة مما ناله [2]، فقال له الشيخ:/ و اللَّه يا أمير المؤمنين لقد جعلتك في حل و سعة من أول يوم [3] إكراما لرسول اللَّه [4](صلّى اللَّه عليه و سلّم)، إذ كنت رجلا [5] من أهله. فقال الواثق: لي إليك حاجة. فقال الشيخ: إن كانت ممكنة فعلت، فقال: تقيم قبلنا، فننتفع بك و ينتفع [بك فتياننا] [6] فقال الشيخ: يا أمير المؤمنين، إنّ ردك إياي إلى الموضع الّذي أخرجني عنه هذا الظالم أنفع [7] لك من مقامي [عندك] [8]، و أخبرك بما في ذلك: أصير إلى أهلي و ولدي، و أكف دعاءهم عليك، فقد خلفتهم على ذلك. فقال له الواثق: فتقبل منّا صلة تستعين بها على رجوعك [9] و دهرك؟ فقال: يا أمير المؤمنين، لا تحل لي، أنا عنها غني، و ذو مرّة سوي. فقال: سل حاجة [10]. قال: أو تقضيها؟ قال: نعم. قال: فأذن لي [11] أن يخلى سبيلي [12] الساعة إلى الثغر. قال: إني قد أذنت لك. فسلّم و انصرف [13]. قال [صالح بن علي قال] [14] المهتدي [15]: فرجعت عن هذه المقالة، و أظن أن الواثق قد كان رجع عنها [منذ ذلك الوقت] [16].