نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 11 صفحه : 329
في البحر، فهاج البحر، فارتفع منه دخان أسود مظلم [1].
و سمع أهل تنيس من مصر ضجة هائلة/، فمات منها خلق كثير [2]. 136/ ب و زلزلت: بالس، و الرقة، و حران، و رأس العين، و حمص، و دمشق، و الرها، و طرطوس، و المصيصة، و أدنة، و سواحل الشام. و رجفت اللاذقية فما بقي فيها [3] منزل، و لا أفلت من أهلها إلا اليسير، و ذهبت جبلة بأهلها [4].
و فيها [5]: غارت مشاش عين مكة، حتى بلغت القربة فيها [ثمانين] [6] درهما، فبعثت أم المتوكل فأنفقت عليها [7].
و فيها: هلك نجاح بن سلمة، و ذلك أنه كان يتتبع [8] العمال و كتب رقعة إلى المتوكل في الحسن بن مخلد، و موسى بن عبد الملك أنهما قد خانا، و أنه يستخرج منهما أربعين ألف ألف [درهم] [9] فقال له المتوكل: بكر إليّ غدا حتى أدفعهما إليك، فغدا و قد رتب أصحابه، و قال: يا فلان [10] خذ أنت الحسن [11]، و يا فلان خذ أنت [12] موسى، و كانا منقطعين إلى عبيد اللَّه بن يحيى بن خاقان وزير المتوكل [13]، فأمر عبيد اللَّه أن يحجب نجاح عن المتوكل، فلقيه الوزير، و قال: أنا أصلح ما بينك و بينهما، و تكتب رقعة تذكر فيها أنك كنت شاربا [14]، فتكلمت بأشياء، فلم يزل يخدعه حتى كتب رقعة، فأدخلها على المتوكل، و قال: يا أمير المؤمنين: قد رجع نجاح عما قال، و هذه رقعة موسى و الحسن يتقابلان بما كتبا و يأخذان منه قريبا مما ضمن عنهما [15].
فقال: ادفعه إليهما، فأخذ و ابناه و كاتبه و أصحابه، فأقر نجاح و ابنه بنحو مائة و أربعين ألف دينار، و ضرب فمات، و ضرب أولاده و أصحابه فأقروا بنحو تسعين ألف دينار، فقال الشاعر: