نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 11 صفحه : 303
أخبرنا [محمد] بن ناصر الحافظ قال: أخبرنا حمد بن أحمد الحداد [1] قال:
أخبرنا أبو نعيم [2] أحمد بن عبد اللَّه قال: حدثنا أبي قال: حدثنا خالي أحمد بن محمد بن يوسف قال حدثنا أبي قال: حدثنا أبو عبد اللَّه محمد بن القاسم قال: سمعت إسحاق بن راهويه يقول: لم أسمع بعالم منذ خمسين سنة [3] كان أشد تمسكا بأثر رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله و سلّم) من محمد بن أسلم.
قال أبو عبد اللَّه: و قال لي محمد بن أسلم يا أبا/ عبد اللَّه ما لي و لهذا الخلق كنت في صلب أبي وحدي، ثم صرت في بطن أمي وحدي، ثم دخلت إلى [4] الدنيا وحدي، ثم تقبض روحي وحدي، فأدخل في قبري وحدي، فيأتيني منكر و نكير فيسألاني وحدي، فأصير إلى حيث صرت [5] وحدي، و توضع عملي و ذنوبي في الميزان وحدي، و إن بعثت إلى الجنة بعثت وحدي، و إن بعثت إلى النار بعثت وحدي، فما لي و الناس! قال [6]: و صحبته نيفا و عشرين سنة لم أره يصلى ركعتي [7] التطوع إلا يوم الجمعة، و لا يسبح و لا يقرأ حيث أراه، و لم يكن أحد أعلم بسره و علانيته مني. و سمعته يحلف مرارا: لو قدرت أن تطوع حيث لا يراني ملكاي فعلت، و كان يدخل بيتا و يغلق بابه و يدخل معه كوزا من ماء، فلم أدر ما يصنع، حتى سمعت ابنا له صغيرا يحكي بكاءه، فنهته أمه، فقلت لها: ما هذا البكاء؟ فقالت: إن أبا الحسن [8] يدخل هذا البيت فيقرأ القرآن و يبكي فيسمعه الصبي فيحكيه، و كان إذا أراد أن يخرج غسل وجهه و اكتحل، فلا يرى عليه أثر البكاء، و كان يصل قوما فيعطيهم و يبرهم و يكسوهم [9]، فيبعث إليهم و يقول للرسول: انظر لا يعلمون من بعثه إليهم، و يأتيهم هو بالليل فيذهب به إليهم و يخفي نفسه، فربما بليت ثيابهم و نفد ما عندهم و لا يدرون من الّذي أعطاهم.
قال: و دخلت عليه يوما [10] قبل موته بأربعة أيام فقال لي: يا أبا عبد اللَّه، تعال أبشرك بما صنع اللَّه بأخيك من الخير. قد [11] نزل بي الموت و قد منّ اللَّه عليّ أنه ليس