نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 11 صفحه : 204
فكنت أول من بكر [1] عليه، فدخلت عليه فسألته أن يملي علي شيئا، فأخذ الكتاب يملي علي [2] فإذا أنا بإنسان يدق الباب، فقال الشيخ: من هذا؟ قال: أحمد بن حنبل.
فأذن له و الشيخ على حاله و الكتاب في يده و لم يتحرك، فإذا بآخر يدق الباب، فقال الشيخ: من هذا؟ قال: أحمد الدورقي، فأذن له و الشيخ على حاله [3] و الكتاب في يده لا يتحرك، و إذا بداق [4] يدق الباب، فقال الشيخ: من هذا؟ قال عبد اللَّه بن الرومي، فأذن له و الشيخ على حاله و الكتاب في يده لا يتحرك، فإذا بآخر يدق الباب، فقال الشيخ من هذا؟ قال: أبو خيثمة زهير بن حرب، فأذن له و الشيخ على حاله و الكتاب في يده لا يتحرك، فإذا بآخر يدق الباب، فقال الشيخ: من هذا؟ قال يحيى بن معين.
قال: فرأيت الشيخ ارتعدت يده و سقط الكتاب [5] منها [6].
توفي يحيى بن معين بالمدينة [7] في ذي القعدة من هذه السنة و هو ذاهب إلى الحج.
و روي أنه خرج من المدينة، فرأى في المنام قائلا يقول: أ ترغب عن جواري [8]؟
فرجع، فأقام ثلاثا، و مات و حمل [9] على سرير رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله و سلّم)[10]، و نودي بين يديه: هذا الّذي ينفي الكذب عن حديث رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله و سلّم)، و دفن بالبقيع، و كان قد بلغ ستا [11] و سبعين سنة إلا أياما [12].