أخبرنا محمد بن ناصر، أخبرنا عبد المحسن بن محمد بن علي، أخبرنا أحمد بن عمر بن روح النهرواني، أخبرنا المعافى بن زكريا، حدثنا الحسين بن القاسم الكوكبي قال: سمعت القاسم بن زرزور [2] يقول: حدثني زنام الزامر [3] قال: لما اعتل [4] المعتصم علته التي مات فيها [5] وجد يوما إفاقة، فقال هيّئوا لي الزّلال حتى أركب فهيّئ له، فركب و أنا معه، فمرّ بدجلة بإزاء منازله [6] فقال: [يا] زنام [7]. قلت:
يا منزلا لم تبل أطلاله * * * حاشى لأطلالك أن تبلى
و العيش أولى ما بكاه الفتى * * * لا بد للمحزون أن يسلى
لم أبك أطلالك لكنني * * * بكيت عيشي فيك إذ ولّى
قال: فزمرته و ما زلت أردّده و هو [9] ينتحب و يبكي، إلى أن خرج من الزلال [10]، ثم توفي بعد خمسة أيام.
قال علماء السير: لما احتضر [11] جعل يقول: ذهبت الحيل و لا حيلة، و لو علمت أن عمري قصير هكذا ما فعلت.
توفي يوم الخميس لثمان عشرة ليلة مضت [12] من ربيع الأول، لساعتين مضتا من النهار، و قيل: لأربع، و دفن بسامراء، فكانت خلافته ثمان سنين و ثمانية أشهر، و قيل:
و يومين، و كان [13] عمره ستا و أربعين سنة و سبعة أشهر و ثمانية عشر يوما. و قيل: سبعا و أربعين و شهرين [14] و ثمانية عشر يوما.