ولدت في سنة إحدى و ثلاثين و مائة، و كانت أمها تسمى فاطمة، و كانت يتيمة، فتزوجها جعفر بن يحيى بن خالد، فأنكر عليه أبوه و قال [له:] [3] أ تتزوج من لا يعرف له أب و لا أم [4]، اشتر مكانها ألف جارية، فأخرجها و أسكنها دارا في ناحية الأنبار سرا من أبيه، و وكل بها من يحفظها، و كان يتردد إليها، فولدت عريب، و ماتت أم عريب في حياة جعفر، فدفعها إلى امرأة نصرانية و جعلها داية لها، فلما [5] حدثت بالبرامكة تلك الحادثة باعتها من سنبس النخاس، فباعها، فاشتراها الأمين و افتضها و لم يوف الثمن، حتى قتل [6]، فرجعت إلى سيدها، ثم اشتراها المأمون، فمات الّذي اشتريت منه عشقا لها، ثم بيعت في ميراث المأمون، فاشتراها المعتصم بمائة ألف و أعتقها فهي مولاته، و كانوا إذا نظروا إلى قدمي عريب شبهوها [7] بقدم جعفر بن يحيى، و كانت عريب شاعرة، و مليحة الخط، و غاية في الجمال و الظرف [8]، ثم كانت [9] مغنية محسنة، صنعت ألف صوت، و كانت شديدة الفطنة و الذكاء، كتبت إلى بعض الناس: أردت، و لو لا، و لعل.
58/ أ فكتب تحت أردت: ليت، و تحت لو لا: ما ذا، و تحت لعل: أرجو،/ فقامت و مضت إليه.
توفيت عريب في هذه السنة.
1298- [قراطيس، أم الواثق.
خرجت إلى الحج، فماتت بالحيرة، لأربع خلون من ذي القعدة، و دفنت بالكوفة في دار داود بن عيسى] [10].