responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 10  صفحه : 4

في ذلك علي بن عيسى بن ماهان و السندي و غيرهما، فأزاله عن رأيه.

فأوّل ما بدأ به محمد عن رأي الفضل بن الربيع فيما دبر من ذلك، أن كتب إلى جميع العمال في الأمصار بالدعاء لابنه موسى بالإمرة بعد الدعاء له و للمأمون [و القاسم بن الرشيد] [1]، فلما بلغ ذلك إلى المأمون و عرف عزل القاسم و إقدامه على التدبير على خلعه قطع البريد عن محمد، و أسقط اسمه من الطّرز و الضّرب.

و كان رافع بن الليث بن نصر بن سيّار لما انتهى إليه من الخبر عن المأمون و حسن سيرته في أهل عمله و إحسانه إليهم، بعث في طلب الأمان لنفسه، فسارع إلى ذلك هرثمة، و خرج رافع فلحق بالمأمون، و هرثمة بعد مقيم بسمرقند، فأكرم المأمون رافعا، و لما دخل رافع في الأمان استأذن هرثمة المأمون في القدوم عليه، فعبر نهر بلخ بعسكره و النهر جامد، فتلقاه الناس، و ولّاه المأمون الحرس، فأنكر ذلك كله محمد، فبدأ بالتدبير على المأمون، فكان أول ما دبر عليه أنه كتب للعباس بن عبد اللَّه بن مالك- و هو عامل المأمون على الري- يأمره أن يبعث إليه بغرائب غروس الري- مريدا بذلك امتحانه- فبعث إليه ما أمره به، و كتم ذلك عن المأمون و ذي الرئاستين، فبلغ المأمون، فعزل العباس، ثم وجّه محمد إلى المأمون رسلا ثلاثة: العباس بن موسى/ بن عيسى، و صالح صاحب المصلى، و محمد بن عيسى بن نهيك، و كتب إليه كتبا معهم يسأله تقديم موسى على نفسه، و يذكر أنه قد سمّاه: الناطق بالحق، و كان ذلك بمشورة علي بن عيسى بن ماهان، فرد المأمون ذلك، و سمي المأمون في ذلك اليوم: الإمام.

و كان سبب هذه التسمية: ما جاءه من خلع محمد له، ثم ضمن ذو الرئاستين للعباس ولاية الموسم و ما شاء من أموال مصر، فما برح حتى أخذ منه البيعة للمأمون، و كان يكتب إليهم الأخبار، و يشير عليهم بالرأي، و رجعت الرسل إلى الأمين و أخبروه بامتناعه، و ألحّ الفضل بن الربيع و علي بن موسى على محمد في البيعة لابنه، و خلع المأمون، و كان الأمين يشاور في خلع المأمون فينهاه القواد، و قال له خزيمة بن خازم: لا تجرّئ القواد على الخلع فيخلعوك، و لا تحملهم على نكث العهد فينكثوا عهدك- فبايع لابنه موسى، و أحضنه علي بن عيسى، و ولاه العراق.


[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل.

نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 10  صفحه : 4
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست