نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 10 صفحه : 26
بالمسير إلى حلوان، فخرج فوقف على باب الجسر حتى إذا خف الناس قطع الجسر و هرب في نفر من مواليه، فنادى محمد في الناس فركبوا/ في طلبه، فأدركوه.
فلما بصر بالخيل نزل فصلى ركعتين و تحرّم، ثم لقيهم فحمل عليهم حملات في كلها يهزمهم و يقتل فيهم. ثم إن فرسه عثر به فسقط، و ابتدره الناس فقتلوه و أخذوا رأسه. و ذلك في نصف رجب في طريق النهرين [1]، و في الليلة التي قتل فيها الحسين بن علي هرب الفضل بن الربيع، و جددت البيعة لمحمد يوم الجمعة لست عشرة ليلة خلت من رجب.
و فيها: توجّه طاهر بن الحسين إلى الأهواز، فخرج عاملها محمد بن يزيد المهلبي يحميها فقتل، و أقام طاهر بالأهواز، و أنفذ عماله إلى كورها. و ولي اليمامة و البحرين و عمان، ثم أخذ على طريق البر متوجها إلى واسط، فدخلها و هرب عاملها، و وجّه قائدا من قواده إلى الكوفة و عليها العباس بن موسى الهادي، فلما بلغ العباس الخبر خلع محمدا، و كتب بطاعته إلى طاهر و بيعته، و كتب منصور بن المهدي و هو عامل البصرة إلى طاهر بطاعته، فنزل حتى طرنايا [2]، و أمر بجسر فعقد، و أنفذت كتبه بالتولية إلى العمال، و بايع المطلب بن عبد اللَّه بن مالك بالموصل للمأمون، فكان خلعهم في رجب، فلما كتبوا بخلعهم محمدا أقرهم المأمون على أعمالهم، و ولى داود بن عيسى بن موسى بن محمد على مكة و المدينة، و يزيد بن جرير البجلي اليمن، و وجّه الحارث بن هشام إلى قصر ابن هبيرة [3].
و فيها: أخذ طاهر المدائن من أصحاب محمد، ثم صار إلى صرصر، فعقد جسرا، و لما بلغ محمدا أن الحارث و هشاما خلفاه وجّه محمد بن سليمان العابد/ و محمد بن حماد البربري، و أمرهما أن يبيتاهما، فبلغ الخبر إليهما، فوجّه طاهر إليهما